في الوقت الذي تؤكد فيه السلطات العمومية عزمها على استغلال الفرص الواعدة للتجارة مع دول الجوار الجنوبية، يتطلع سكان تمنراست لأن تصبح ولايتهم قبلة اقتصادية جاذبة للاستثمارات، تكون بمثابة بوابة رئيسية للولوج إلى الأسواق الإفريقية.
وفي جولة في أحياء وشوارع وسط المدينة، بهدف رصد انطباعات المواطنين بخصوص اللقاء الوطني المنعقد مؤخرا حول المقايضة وتصدير المنتجات الفلاحية نحو بلدان الساحل الإفريقي، أعرب شباب المنطقة عن رغبتهم “الكبيرة” للاندماج في مسار تثمين مؤهلات الولاية والاستفادة منها اقتصاديا واجتماعيا.
وفي هذا الإطار، أكد الطالب الجامعي، سلطان (21 سنة)، أن تنظيم هذا اللقاء والانزال الوزاري يؤكد توجه الحكومة الفعلي لبعث حركية جديدة للتجارة البرية في جنوب البلد مع دول الجوار وبالأخص مالي ونيجر وموريتانيا وليبيا.
فبإمكان هذه الأسواق الاستفادة من القرب الجغرافي لتلبية حاجياتها عن طريق السلع الجزائرية التي تتميز بتنوعها، وهو ما سيجعل المنطقة قاعدة تصدير كبرى مع كل ما سيصاحب ذلك من استثمارات وفتح لمناصب شغل.
ومع أن هذا اللقاء منح “أملا” جديدا للشباب و”ثقة أكبر” بشأن تجسيد هذه الطموحات، الا أن ذلك يبقى متوقفا على مدى تطبيق التوصيات التي خرج بها الملتقى في الميدان، يقول السيد سلطان.
وأضاف بأن فتح مناطق نشاط صناعي وقواعد لوجيستية سيمنح آفاقا جديدة للطلبة والمواطنين عموما في الولاية، الذين يأملون في توفير مناصب للشغل أو إنشاء أنشطة منتجة جديدة.
وبالمقابل، حملت عبارات الشباب، الذين التقتهم “وأج”، في طياتها “تخوفات” من إمكانية حدوث معوقات تحول دون تجسيد استثمارات فعلية في الميدان، ما سيجعل خلق مشاريع ومناصب عمل جديدة “حلما مؤجلا”.
من جهته، يرى السيد صدام، متخرج من الجامعة (27 سنة) أن ما يخطط له للمنطقة يجب أن يخرج عن المستوى التنظيري والاستشرافي ليصبح حقيقة ملموسة، من شأنها تغيير واقع السكان.
كما لفت إلى أن الفرص الاقتصادية الواعدة كفيلة أيضا بتحسين منظومة البحث العلمية والنشاط الجامعي، فمن دون الخبرة العلمية سيجد المتعاملون الاقتصاديون صعوبات في تجسيد مشاريعهم بالنظر لخصوصية المنطقة على المستويات المناخية والجغرافية والجيولوجية والبيئية والاجتماعية.
أما الطالبة الجامعية، زينة (22 سنة) فتؤكد أن حظوظ الطلبة في الحصول على مناصب شغل تبقى “ضعيفة” بعد التخرج، ما يدفعهم للتوجه نحو ولايات أخرى، وهو ما يجعل المبادرات التي تعمل عليها الحكومة “متنفسا” لسكان الولاية في حال تجسيدها، من حيث تقليص معدل البطالة وتعزيز مختلف الشعب من فلاحة وتجارة ونقل وصناعة وحرف وحتى العمل المنزلي.
أما التاجر أحمد (40 سنة) فدعا القائمين على التسيير والتخطيط إلى فهم أحسن لواقع المنطقة وخصوصياتها من أجل أن تتكلل مساعيهم بالنجاح. ويمكن تجسيد ذلك -حسبه- من خلال إيفاد لجان مختصة لمتابعة حركة السلع والتجارة بين ولايات الجنوب ودولتي النيجر ومالي.
ويبقى مواطنو ولاية تمنراست في حالة ترقب لما سيحمله قادم الأيام في مجال الاستثمار والتجارة، وفي انتظار أن تتحول هذه المخططات إلى مشاريع ميدانية تنقلهم إلى واقع أفضل.
القسم المحلي