قال تعالى: “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا” الإنسان: 8-12. فقد كان السَّلَف الصَّالح يحرصون على إطعام الطِّعام، ويقدِّمونه على كثيرٍ منَ العبادات، سواءٌ كان ذلك بإشباع جائعٍ أو إطعام أخٍ صالحٍ؛ فلا يُشْتَرط في المُطْعَم الفقر؛ فلقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “أيُّما مؤمنٍ أطعم مؤمنًا على جوعٍ؛ أطعمه الله من ثمار الجنَّة، ومن سقى مؤمنًا على ظمأ؛ سقاه الله من الرَّحيق المختوم” رواه التِّرْمِذِيُّ بسندٍ حَسَنٍ. وكان منَ السَّلف مَنْ يُطْعِم إخوانه وهو صائمٌ، ويجلس يخدمهم ويروِّحهم، منهم الحسن وابن مبارك.
قال أبو السَّوَّار العَدَوي: “كان رجالٌ من بني عَدِيٍّ، ما أفْطَرَ أحدٌ منهم على طعامٍ قطُّ وحده، إن وجد مَنْ يأكل معه أَكَلَ، وإلا أخرج طعامه فأكله مع النَّاس، وأكل النَّاس معه. وعبادة إطعام الطَّعام ينشأ عنها عباداتٌ كثيرةٌ؛ منها: التودُّد والتحبُّب إلى إخوانك الذين أطعمتهم؛ فيكون ذلك سببًا في دخول الجنَّة: “لا تدخلوا الجنَّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا” رواه مُسْلِمٌ. كما ينشأ عنها مجالسة الصَّالحين، واحتساب الأجر في معونتهم على الطَّاعات التي تقوُّوا عليها بطعامِكَ. قال صلَّى الله عليه وسلَّم: “مَنْ فَطَّر صائمًا؛ كان له مثل أجره، غير أنَّه لا يَنْقُصُ من أجر الصائم شيءٌ” أخرجه أحمد.