هل تعلم.. ما هو أعظم نعيم ؟

هل تعلم.. ما هو أعظم نعيم ؟

 

في الحرٌّ الشديد يفر القادرون منه إلى البلاد الباردة، فيتمتعون بطيب هوائها، وعذوبة مائها، وخضرة أرضها، ونضج فواكهها. ويتذكر المؤمنون منهم بما يرون الجنة وما فيها من النعيم المقيم. ولا نعيم يعدل نعيم الجنة ولا يدانيه مهما كان، ولو ملك الإنسان الدنيا بكاملها من أول تاريخها إلى آخره، فلا تساوي ساعة في الجنة. فكيف الحال إن كان الخلد في الجنة أبدي، في نعيم لا يحول ولا يزول ” بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ” الأعلى: 16 – 17.

وأعلى نعيم الجنة وأعظمه وأكمله رؤية المؤمنين ربهم سبحانه، وكلامه لهم، ورضاه عنهم، وأنسهم به وهي رؤية ادخرها الله تعالى لعباده في الآخرة؛ لعجز أبصارهم عن تحملها في الدنيا؛ ولذا لما سألها موسى عليه السلام في الدنيا أراه الله تعالى أنه لا يطيقها ” فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ” الأعراف: 143، وأما في الآخرة فإن الله تعالى يمنح أهل الجنة حياة كاملة تليق بهم، فيطيقون رؤيته سبحانه، ويتلذذون بها ، والنعيم برؤية الله تعالى في الجنة جاء صريحاً في القرآن، وتواترت به الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم ” وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ” القيامة: 22- 23 ” لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ” يونس: 26، ” لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ” ق: 35، فالزيادة والمزيد في الآيتين رؤية الله تعالى في الجنة. وفي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ” رواه الشيخان.