سميت الصلاة صلاة لأنها الصلة بين العبد وبين مولاه، فلا تقطعوا صلتكم بمولاكم، فإن العبد إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه تبارك وتعالى، وقد وعد الله المصلين الذي هم على صلاتهم يحافظون بالفلاح والخلود في الفردوس قال تعالى: ” قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ” المؤمنون: 1-2، فلما كانت عمود الدين، وأهلها وعدهم الله بالفلاح والظفر في الدنيا والخلود في الفردوس الأعلى في الآخرة، عظم ذلك على عدو الله إبليس وقال ما رأيت قومًا مثل هؤلاء، أصيب منهم ثم يقومون إلى الصلاة فيمحي عنهم ذلك فجد واجتهد في التنفير منها وتثقيلها على النفوس حتى تهاون بها الكثير من الناس، ولم يقدروا لها قدرها، أما علم هؤلاء أنها ركن الإسلام الثاني بعد الشهادتين، وأن الإسلام يبيح دم تاركها جحودًا يقول الله جل ذكره: ” فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ” التوبة: 5، أمر الله بقتلهم حتى يتوبوا ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، وقال صلى الله عليه وسلم: ” العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر” رواه مسلم، فجعل إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة مع الإتيان بالشهادتين عاصمين للدم والمال، كما أن جحدها مهدر للدم والمال، فاعلم أخي السلم أن حظك من الإسلام وقدر الإسلام عندك بقدر حظك من الصلاة وقدرها عندك، واحذر أن تلقى الله ولا قدر للإسلام عندك فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” الصلاة عمود الدين” رواه الترمذي، وإذا كانت الصلاة عمود الإسلام فهل يستقيم لك الإسلام بلا عمود؟.