إنَّ خطَر الفساد والإفساد خطرٌ عظيمٌ وجسيمٌ وكبيرٌ في الدِّين، وفِي الدُّنْيَا، وفي الآخرة، له آثاره ومآلاته الوخيمة. وقد ذمَّ اللهُ سبحانه في كلامه، وعاب أنواعًا من المفسدين بأعيانهم وأسمائهم، لا بل وبأوصافهم وأعمالهم الشنيعة، من أمثال:
– فرعون وجنوده، فقد ذكره سبحانه في غير ما آية، منها ما في أول سُوَرة القصص ” إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ” القصص: 4. وقوله في آية سُوَرة يونس: ” آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ” يونس: 91.
– اليهود الذين تتابعت عليهم لعائنُ اللهِ ورسلِه، حيث قال سبحانه في سُوَرة النمل ” وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ” النمل: 48. وقال سبحانه في سُوَرة الأعراف ” وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ” الأعراف: 142.
– المشركون الكافرون، في آيٍ كثيرة، منها آية العنكبوت ” قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ” العنكبوت: 30.
– السحَرة والساحرات، ففي سُوَرة يونس ” قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ” يونس: 81.
– قوم يأجوج ومأجوج الظَّلمةُ الفجَرةُ الكفَرة، ففي آية الكهف ” إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ” الكهف: 94.
– المتكبِّرون والمتعالون عَلى أمر الله، ففي سُوَرة البقرة “…وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ” البقرة: 205.
– المنافقون المخادِعون الله ورسوله والمؤمنين، ففي آيات المنافقين من أول البقرة، قوله تعالى: ” وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ” البقرة: 11، 12.
