الأُمَّة المحمدية تُميَّز يوم القيامة عن سائر الأمم بالوضوء؛ فيُبْعَث أفرادها غُرًّا مُحجلين من آثار وضوئهم، وبهذه الصفة يعرف النبي صلى الله عليه وسلم أمته يوم القيامة، فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة، فقال: “السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنَّا إن شاء الله بكم عن قريب لاحقون، وددتُ لو أنَّا قد رأينا إخواننا، قالوا: أولسنا إخوانَك يا رسولَ الله؟ قال: أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعدُ، فقالوا: كيف تعرف مَن لم يأتِ من أُمَّتك يا رسول الله؟ قال: أرأيت لو أن رجلًا له خيل غرٌّ محجَّلةٌ بين ظهْرَي خيل دُهْم بُهْم، ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنهم يأتون غُرًّا محجَّلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليُذَادنَّ رجال عن حوضي كما يُذَاد البعير الضال أناديهم: ألا هَلُمَّ، فيقال: إنهم قد بدَّلوا بعدك، فأقول: سحقًا سحقًا “. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله كما في فتح الباري إن الغرة خاصة بالأمة المحمدية.
وأخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنا أول مَن يُؤْذَن له بالسجود يوم القيامة، وأنا أول مَن يُؤْذَن له أن يرفع رأسه، فأنظر إلى ما بين يدي، فأعرف أُمَّتِي من بين الأمم، ومن خلفي مثل ذلك، وعن يميني مثل ذلك، وعن شمالي مثل ذلك، فقال رجل: يا رسول الله: كيف تعرف أُمَّتِك من بين الأمم فيما بين نوح إلى أُمَّتِك؟ قال: هم غُرٌّ محجَّلُون من أثر الوضوء، ليس أحد كذلك غيرهم، وأعرفهم أنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم، وأعرفهم تسعى بين أيديهم ذريتهم”؛ صححه أيضا الألباني.
وفي مسند الإمام أحمد وأبي يعلى من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “فتفرِّجُ لنا الأمم عن طريقنا، فنمضي غرًّا محجَّلين من آثار الطهور، فتقول الأمم: كادت هذه الأمة أن تكون أنبياءَ كلها “.