هل تعلم؟.. من هم الذين خلد الله ذكرهم ؟

هل تعلم؟.. من هم الذين خلد الله ذكرهم ؟

هم ثُلَّة من الأخيار الأغيار، لَيسوا بأنبياءَ، تطرَّق القرآنُ لذِكر شيء من سِيَرهم؛ لِيَسمو بهم ويضَعَهم في مصافِّ القدوة لمن بَعدَهم، منهم: ذو القرنين، لُقمان، مؤمنُ ياسين، مؤمنُ فرعون، مريم، آسية بنت مُزاحم زوجة فرعون، أصحاب الكهف… وغيرهم، شريحةٌ كريمة استحقَّت هذا الخلود؛ تكريمًا لدَورِهم وصَلاحهم. فلِماذا خلَّد الله ذِكرهم؟

– أنَّ ذِكْرهم دليلٌ على مكانة ومنزلة الدعوة، وأنهم لم يُكرَّموا إلا لتحمُّلِهم همَّ الدعوة ومشقَّتَها، والإنسان يكرم لصلاحه وتقواه، وليس لِنسَبه أو جاهه أو حسبِه؛ قال تعالى: ” إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ” الحجرات: 13.

– أن الخلود الحقيقيَّ هو في بقاء الفكرة والتصوُّر والمنهج الصحيح، لا خلود الجسد والذَّات؛ قال تعالى: ” وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ” آل عمران: 144.

– لِيعلَم الخلَفُ أنهم غيرُ منقطِعي الإسناد، وأنَّ لهم امتدادًا يَضرب بجذوره في عمق التاريخ، فتَثبُت أفئدتهم ولا يَستوحشون الطريق، ويكون ذلك دافعًا لهم للمضي قدمًا؛ قال تعالى: ” أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ” الأنعام: 90.

– أنَّ ذِكرهم تربيةٌ لمن بَعدهم؛ ليَشكُروا الله على السرَّاء والنَّعماء، ويَحمدوه ويَصبروا على الضرَّاء واللَّأْواء؛ قال تعالى: ” لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى ” يوسف: 111.

– أن ذِكرهم في القرآن يعلِّمنا أن لا ننسى لأهل الفضل فضلَهم، وأن مَن قدَّم وبذل وأعطى في سبيل دعوته وجَب أن يُعرف له هذا الجميل؛ قال تعالى: ” لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ” الحديد: 10.