المفتاح الأول: السلام: فأوَّل هذه المفاتيح وأكثرها أثرًا ونفعًا هو: إلقاء السلام، ويكفي أنه اسم من أسماء الله، فالله هو السلام، ومنه السلام، والسلام فضله عظيم عند الله، وفوائده للمسلم جمَّة وغفيرة، فالآيات والأحاديث في فضله والحث عليه كثيرة؛ ولكن نكتفي هنا بذكر ما نستشهد به على ما نتحدَّث عنه؛ قال الله تعالى: “فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” النور: 61.
المفتاح الثاني: الهدية: فهي أدب حسن، وخلق جميل، هذه الهدية التي تهدي القلب، وترشده إلى سبيل المودَّة والتآلف، وتولد الودَّ والمحبة، هذه الهدية التي تجتذب القلوب.
إنها تستخرج ما في الصدور من الوحر، والغيظ، والبغضاء، فتخلصه من ذلك، فالهدية لها أثر فعَّال، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُهدي غيره، ويقبل الهدية من غيره كما في السنة المطهرة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية، ويثيب عليها “ومعنى يثيب عليها؛ أي: يجازي المهدي بهدية أيضًا”.
المفتاح الثالث: الكلمة الطيبة: في الحديث: “الكلمة الطيبة صَدَقةٌ”، هل فكرت أخي الحبيب يومًا أن تُغيِّر من عادتك اللفظية؛ ليكون شعارك “الكلمة الطيبة صَدَقةٌ”، وهل عزمت أن تحذف كل كلمة سلبية تعوَّدت على نُطْقها بلسانك، وأن تستبدل بها كلمة طيبة.
المفتاح الرابع: الزيارة: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: “أن رجلًا زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله على مدرجته ملكًا، فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة ترُبُّها؟ قال: لا، غير أني أحبُّه في الله، قال: فإني رسول الله إليك، إن الله قد أحبَّك كما أحبَبْتَه فيه” رواه مسلم. هذه بعض المفاتيح التي تُعين على فتح القلوب، وكسر الحواجز بين المتنافرين، وإلا فإن غيرها كثيرٌ ولكن هذه أهمها.