هل تعلم؟.. ما هي قصة ماء زمزم؟

هل تعلم؟.. ما هي قصة ماء زمزم؟

 

لَمَّا ترك إبراهيمُ عليه السلام هاجرَ وابنَها إسماعيلَ عند البيت المُحَرَّم تَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ، فقالت: ” يا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بهذا الْوَادِي، الذي ليس فيه إِنْسٌ ولا شَيْءٌ؟ فقالت له ذلك مِرَارًا، وَجَعَلَ لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فقالت له: آلله الذي أَمَرَكَ بهذا؟ قال: نعم، قالت: إِذَنْ لاَ يُضَيِّعُنَا، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَانْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ حتى إذا كان عِنْدَ الثَّنِيَّةِ حَيْثُ لاَ يَرَوْنَهُ، اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْبَيْتَ، ثُمَّ دَعَا بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ، فقال: ” رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ” إبراهيم:37.

فإذا هِيَ بِالْمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بِعَقِبِه – أو قال: بِجَنَاحِهِ – حتى ظَهَرَ الْمَاءُ، فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ أي: تجعله مثل الحوض وَتَقُولُ بِيَدِهَا هَكَذَا، وَجَعَلَتْ تَغْرِفُ من الْمَاءِ في سِقَائِهَا وهو يَفُورُ بَعْدَ ما تَغْرِفُ. قال ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم ” يَرْحَمُ اللهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، لو تَرَكَتْ زَمْزَمَ؛ لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا ” أي: ظاهراً جارياً على وجه الأرض رواه البخاري، فبدأ تدفُّق ماء زمزم المبارك إكرامًا لآل إبراهيم عليهم السلام، واستمرَّ حتى وقتنا الحاضر، وإلى أن يشاء الله تعالى.

ومن بركة ماء زمزم أنَّ الله تعالى اختار أن ينبثق في أطهر بقعة على وجه المعمورة، وبجوار بيته المعظم، وفي الوادي الخالي من مظاهر الحياة؛ ليظهر بذلك عظيم قدرته، إذ اختار له هذا المكان المُحرَّم، وأحاطه بهذه الخاصية النادرة، وجعله سُقْيا مباركة لحجاج وعمار البيت العتيق، بل للناس أجمعين، لقد كانت زمزمُ وما زالت من أعظم النعم والمنافع المباركة التي وهَبَها الله تعالى لخليله إبراهيم عليه السلام استجابةً لدعائه: ” وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ ” إبراهيم: 37.