هل تعلم؟.. ما هي فتن آخر الزمان ؟

هل تعلم؟.. ما هي فتن آخر الزمان ؟

 

من عقيدة المسلم أن كل ما يقع في خلق الله لا يكون إلا بعلم الله وإذن الله، وأن إِذْن الله تعالى لشيء أن يقع لا يُفهَم إلا في ضوء حكمة إلهية بالغة. ونحن حين نفسر الأحداث، يجب علينا أن نفسرها في ضوء ما اقتضاها من حكمة الله تعالى. ومن هذه الأحداث العظام ما نبَّأتْنا به الأحاديث النبوية الشريفة من فتن آخر الزمان. وقد نبأتنا هذه الأحاديث بخصائصَ قدرية لهذه الفتن؛ من أجل التعرف عليها، والحذر منها، من هذه الخصائص:

– أنها كثيرة: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تقوم الساعةُ حتى يُقبَضَ العلمُ، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهرَ الفتن، ويكثُرَ الهرج: وهو القتل” رواه البخاري.

– أنها متتابعة متعاظمة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا وإن عافيةَ هذه الأمة في أولها، وسيُصيب آخرَها بلاءٌ وفتنٌ، يرقِّق بعضُها بعضًا” رواه مسلم. قوله صلى الله عليه وسلم: “يرقِّق بعضُها بعضًا” يفيد أن هذه الفتن متعاظمة: يأتي الثاني منها أعظمَ من الأول، حتى يقال: إن السابقةَ أرقُّ من التالية، يرقِّق بعضها بعضًا؛ أي: يجعل التالي منها السابقَ رقيقًا.

– أنها ملتبسة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استيقظ من الليل: “تكون بين يدي الساعة فتنٌ كقِطَع الليل المظلم” رواه الترمذي. شبَّهها بالظلام؛ لكونه تلتبس فيه الأشياء، وكذلك الفتن تلتبس على المؤمن؛ حتى لا يكاد يظهر له فيها الحقُّ من الباطل.

– أنها تكون سببًا في إهلاك الدين: قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: “فتن كقِطَع الليل المظلم، يصبح الرجلُ فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع أقوامٌ دينَهم بعَرَض من الدنيا”.

– أنها تميز الخبيث من الطيب: قال تعالى: ” مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ” آل عمران: 179.