تعتبر اندونيسيا من أكبر الدولة الإسلامية في العالم من حيث عدد السكان المسلمين فيها، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 238 مليون شخص، وتقع تحديداً في الجزء الجنوبي الشرقي من قارة آسيا، وتضم حوالي سبعة عشر ألف جزيرة متنوّعة العرق واللغة، ففيها تقريباً ستمائة جزيرة، وأكثرها ازدحاماً بالسكان هي جزيرة جاوة. وتعتبر اندونيسيا من أكثر الدول التجارية أهميةً على مدى عصور قديمة؛ لأنّها تحتوي على الكثير من الموارد الطبيعية، تحديداً منذ بدء القرن السابع للميلاد، عندما كانت التجارة تقتصر على كل من هذه المملكة إضافةً إلى الهند والصين، وحظيت باستقلالها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتحديداً بعد انتهاء الاستعمار الهولندي لها والذي دام ما يقارب ثلاثة قرون ونصف.
تعد اندونيسيا من أكبر الدول التي تضمّ سكاناً مسلمين، حيث كانت بداية دخول المسلمين لها في أواخر القرن الثامن والتاسع للميلاد، منذ أن بدأت بعمل تجارة وتأسيس مراكز تجارية على سواحلها، وتحديداً سومطرة وكذلك شبه جزيرة ملايو، والتي كانت تتّبع لتجّار مسلمين يتّبعون المذهب الشافعي، معظمهم جاء من اليمن وتحديداً العاصمة عُمان ومدينة حضرموت إضافةً إلى الساحل الجنوبي في اليمن، وكانوا يطلقون عليها اسم سمدرة، وبالنسبة للهنود المسلمين فقد جاؤوا وهم يتبعون للمذهب الحنفي، وبعد ذلك بدأ توافد التجار إليها من شبه جزيرة الكجرات، وحسب الكثير من الكتب التاريخية فإنّ الإسلام بدأ بالانتشار فيها منذ العصر العباسي أي في بداية القرن الخامس عشر للميلاد، وتحديداً عندما جاء إليها عدد كبير من التجار الاندونيسيون ومكثوا بدايةً في بغداد.