قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا أبا المنذر، أتدري أيُّ آية من كتاب الله معكَ أعظمُ؟ قال: قلتُ: الله ورسوله أعلم. قال: يا أبا المنذر، أتدري أيُّ آيةٍ من كتاب الله معكَ أعظمُ؟ قال: قلتُ: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. قال: فضرب في صدري وقال: واللهِ لِيَهْنِكَ العلمُ أبا المنذر”. رواه مسلم. آية الكرسي أعظم آية؛ لأنها جمعت أصول الأسماء والصفات، وبيَّنت قدرة الله العظيمة، “اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ” الْبَقَرَةِ: 255، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: _الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شُعْبَةً، فأفضلها قول: لا إله إلا الله” فهو سبحانه الحق، قوله الحق، ووعده الحق، ودينه حق، وكتابه حق، وما أخبر عنه حق، وما أمر به حق، الحق في ذاته وصفاته، وإذا تدبر المسلم وأدرك أن ربه هو الحي القيوم اطمأنَّ قلبُه وسَكَنَ، فقد كفي هم التدبير، ووقي الشرور والآثام، “لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ” الْبَقَرَةِ: 255، فهو جَلَّ في علاه منزَّه عن كل نقص وعجز وعيب مما في عباده، يشهد بذلك انتظامُ الكون.
وصيرورةُ الحياة ومعاش الخلائق، وإلَّا اضطرب هذا الكونُ وفَسَدَ سيرُه، واختلَّ نظامُه، “لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ” يس: 40، “لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ”الْبَقَرَةِ: 255، كل شيء فيهما تحت مُلْكِه، وقدرته، وتقديره، وفضله، وتفضيله، وحُكْمه وحِكْمَتِه، أفلاك وعوالم عظيمة، هو الخالق لها، ومالكها وإلهها، لا إله سواه ولا ربَّ غيره. آية الكرسي غنيمة للمسلمين، ونعمة من أعظم نِعَمِ اللهِ تعالى عليهم؛ فهي من أفضل أذكار الصباح والمساء التي يتحقق بها حفظ الله، وفيها قال صلى الله عليه وسلم: “من قرأ آية الكرسي في دُبُر كل صلاة لم يَحُلْ بينَه وبينَ دخول الجنة إلا الموت”، وإذا قرأتَها عند النوم لن يزال عليكَ من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح.