للبلد الحرام أسماء كثيرة مشهورة، ورد ذِكْرُها في الكتاب والسنة ولغة العرب، ولقد اعتنى العلماء بإبرازها منذ القِدَم، مِمَّا يدل على عِظَمِ مكانته، وعلو قدره، وأوصل بعضهم هذه الأسماء إلى خمسين اسماً، وهذه العناية الخاصة والأسماء الكثيرة تدل على شرف المُسمَّى؛ كما قال النووي رحمه الله “واعلم أنَّ كثرة الأسماء تدل على عِظَمِ المُسَمَّى، كما في أسماء الله تعالى، وأسماء رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا نعلم بلداً أكثرَ أسماءً من مكة والمدينة؛ لكونهما أفضل الأرض، ومن أسماء البلد الحرام ما يلي:
أولاً: مكة: وهو أشهر أسمائها وأكثرها لصوقاً بها، ورد ذِكْرُه مَرَّة واحدة في القرآن، في قوله تعالى: ” وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ… ” الفتح:٤٢.
ثانياً: بكة: وهو من أشهر أسمائها، ورد ذِكْرُه مَرَّة واحدة في القرآن، في قوله تعالى: ” إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ” آل عمران:٦٩.
ثالثاً: أم القرى: ورد ذِكْرُ أمِّ القرى مرتين في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ” وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ” الأنعام:٢٩. وقوله تعالى: ” وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ” الشورى:٧.
رابعاً: المسجد الحرام: ورد هذا التركيب الوصفي في القرآن الكريم خمس عشرة مرة، وقد أُريد به في بعض المواضع: “البلدُ الحرامُ”، والحرام مصدر بمعنى المُحرَّم؛ لأن الله تعالى حرَّمه وعظَّمه.
خامساً: البلد: ورد ذِكْرُ البلد ثلاث مرات في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا ” إبراهيم:٥٣.
سادساً: البلد الأمين: ورد ذِكْرُه مَرَّة واحدة في القرآن، في قوله تعالى: ” وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ” التين:٣.
سابعاً: البلدة: قال الله تعالى” إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وأمرت أن أكون من المسلمين” النمل: ١٩.