هل تعلم؟.. ما هو فضل دعوة الوالدين ؟

هل تعلم؟.. ما هو فضل دعوة الوالدين ؟

 

إن أمانة تربية الأولاد من مشاقِّ الأمانات وكبدها التي كلَّف الله بها الوالدَيْن، وعنها يكون سؤالهم يوم الحساب، وقد ازدادت تلك الأمانة في هذا الزمن رهقًا على رهقها، بما انفتح من فتن الدنيا، وتيسَّر من أسباب المآثم، وذلك مما يحتم التذكير والتواصي بأعظم سببٍ يُرجى أن يصلح الله به الولد؛ ذكرًا كان أم أنثى، وذلكم السبب مما يملكه كل والد أبًا كان أو أمًّا، ذلكم هو دعاء الوالد لولده، إن تلك الدعوة رحمة رحِم الله بها الوالد والولد حين جعلها مجابة، لا يعتري إجابتَها شكٌّ؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم”؛ رواه أبو داود وحسَّنه الألباني، قال مجاهد: “دعوة الوالد لا تحجب دون الله عز وجل”، والسر في استجابة تلك الدعوة – كما قال أهل العلم – ما قام في الوالد من صدق الطلب، وتبرؤٍ من الحول، وحسن ظن بالله، ورِقَّة القلب، وانكسار الخاطر، وشفقة ورحمة، والراحمون يرحمهم الله عز وجل.

إن الدعاء للأولاد عمادٌ رئيس في منهج الأنبياء عليهم السلام في تربية أولادهم، هذا خليل الله إبراهيم ونبيه زكريا عليهما الصلاة والسلام دَعَوَا بصلاح الولد، وطيبه، وولايته، ورضاه قبل أن يلد لهما الولد، وكانا شيخين كبيرين وزوجتاهما عقيمين، دعا إبراهيم: ” رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ” الصافات: 100، ودعا زكريا: ” رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ” آل عمران: 38، وسبل الصلاح التي كان الأنبياء يدعون بها لأولادهم دائرة بين تحقيق التوحيد، والسلامة من الشرك، وإقامة الصلاة، وطلب البركة، وتعويذهم من الشر والأشرار؛ كما قال إبراهيم عليه السلام: ” وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ” إبراهيم: 35، وقال: ” رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ” إبراهيم: 40، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء: “اللهم بارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأزواجنا، وذرياتنا”؛ رواه أبو داود وصححه الألباني، وكان يعوذ الحسن والحسين، ويقول: “إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة”؛ رواه البخاري.