هل تعلم؟.. ما هو الكوثر؟

هل تعلم؟.. ما هو الكوثر؟

 

قال الله تعالى: ” إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ” الكوثر: 1، والكوثر نهر في الجنة، يصب منه ميزابان يشخبان في حوض النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فالكوثر نهر في الجنة، والحوض في أرض المحشر. ثم إن الكوثر نهر عظيم جارٍ فهو أصل، والحوض مجمع ماء وهو فرع عن الكوثر؛ لأنه يصب في الحوض ميزابان وقد جاء في صحيح مسلم أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال عن الكوثر: “نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّةِ عَلَيْهِ حَوْضٌ”. واختلف في موضع الحوض، هل هو قبل الصراط أم بعده، والراجح والله أعلم أنه قبل الصراط؛ لأنه يُذاد عنه أقوام؛ فالكافر لا يُجاوز الصراط بل يُكب على وجهه في النار؛ حيث إنه لا يعبره إلا من يدخل الجنة، وهذا رجحه ابن كثير والقرطبي والغزالي.

ويخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث عن صفة هذا الحوض المورد، ففي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: ” حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ؛ مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا “،

فالحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم يرِده المؤمنون من أمته ومن شرب منه لم يظمأ أبدًا، طوله شهر وعرضه شهر، وآنيته كنجوم السماء، وماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من رائحة المسك. ومَنْ يشرب منه لا يظمأ أبداً، يصب فيه: ميزابان من الجنة أحدهما: من ذهب، والآخر من فضة. فسبحان الخالق الذي لا يُعجزه شيء. إنها صفات عجيبة تسلب الألباب، وتثير الايمان، وتجدد العهد مع الله، والمؤمن الصادق إذا سمع بمثل هذه الأحاديث عن الحوض، اشتاقت نفسه إليه، وعملت كل ما تستطيع حتى تشرب منه، شربة هنيئة لا تظمأ بعدها أبداً. الحوض موعد أهل الإيمان مع نبيهم وشفيعهم صلى الله عليه وسلم ومأواهم قبل دخول الجنة، فالحوض يُروى عنده الظمأى ويَأمن عنده الخائفون، ويَسعد عنده المحزونون، وهو بداية فرح المؤمن في الآخرة، لأنه لا يرده إلاّ وقد نجى من هولٍ عظيم وكربٍ جسيم.