بني مسجد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في عهده وهو إمام المسلمين، وحيث إن بيته كان ملاصقًا للمسجد وخاصة حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من جهة الشمال وفي الترمذي عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “ما قبض الله نبيًّا إلا في الموضع الذي يُحبُّ أن يُدفَن فيه”، فلذا حينما مات الرسول في حجرة عائشة فحُفر له قبر تحت سريره، وبُني القبر من التراب، وارتفاعه لم يزد إلا شِبرًا، فالرسول دفن في بيته، ولكن الخليفة الوليد بن عبد الملك حينما وسع المسجد فما كان للبيت أن يكون داخل المسجد، وقال الرسول: “اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعبَد” صححه الألباني، والحمد لله؛ فقد لبى الله دعاءه، وهو القبر الوحيد الذي لم يُتَّخذ للعبادة من دون الصالحين والعظماء، وقال الرسول: “ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة” رواه البخاري، فهذه نبوءة، ولا يجوز اتخاذ هذا الموضع من الخصوصية بالصلاة والاعتكاف، بل كل المسجد والصلاة فيه بنفْس الأجر، ولم يأمرنا الرسول باتخاذه مصلى كما أمرَنا الله: ” وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ” البقرة: 125، في المسجد الحرام، فلا يجوز التنافس والمنازعة على هذا الموضع في المسجد النبوي.