الجنَّ أمَّةٌ خلقها الله تعالى لعبادته، مَن أطاع الله تعالى دخل الجنَّة، ومن عصى دخل النَّار، وعالمُ الجنِّ من أمور الغيب التي لا نعلم شيئًا عنها إلا من خلال القرآن والسُّنة الصَّحيحة؛
وسُمِّي الجنُّ جنًّا؛ لعدم ظهورهم على طبيعتهم الحقيقيَّة، ولاستتارهم عن الناس. قال سبحانه: ” يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ” الأعراف: 27.
– الإيمان بوجود الجن: يجب على كلِّ مسلم الإيمان بوجود عالم الجن؛ لأنَّه ثابتٌ بالقرآن الكريم، والسُّنَّة، وإجماع علماء أهل السُّنَّة. قال الله تعالى: ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ” الذاريات: 56. وقال سبحانه: ” قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ” الجن: 1، 2.
وروى مسلمٌ عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “ما منكم من أحد إلا وقد وُكِّل به قرينه من الجن” قالوا: وإيَّاك يا رسول الله؟ قال: “وإيَّاي، إلا أنَّ الله أعانني عليه فأسلَمَ، فلا يأمرني إلا بخير”.
– متى خلق الله الجن؟ خلق الله تعالى الجنَّ قبل أن يخلق الإنسان. قال سبحانه: ” وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ” الحجر: 26، 27.
– صفة خلق الجن: قال سبحانه: ” وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ” الحجر: 27.
وروى مسلمٌ عن عائشة قالت: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “خُلقت الملائكة من نور، وخُلق الجانُّ من مارجٍ من نار، وخُلق آدم ممَّا وُصِف لكم” رواه مسلم .
والجن نوعان: جنٌّ وشياطين. فالجنُّ منهم الصالح، ومنهم الفاسد. والشياطين: نوعٌ من الجنِّ لا خير فيهم أبدًا. ومعنى الشيطان: كلُّ عاصٍ متمرِّدٍ على أوامر الله تعالى.
