هل تعلم؟.. ماذا تعرف عن أسرار الوضوء؟

هل تعلم؟.. ماذا تعرف عن أسرار الوضوء؟

 

هناك عبادة عظيمة نؤديها كل يوم في البيوت وفي المساجد وغيرها، ويجب علينا أن نقوم بها إذا جئنا إلى هذا المكان الطاهر، ووقفنا للصلاة بين يدي الملك العظيم تبارك وتعالى. هذه العبادة فيها أجور وفيرة، وثمرات نافعة وبدنية كثيرة، شرعها الله تعالى في أول الإسلام في مكة، وأنزل في المدينة في صفتها آية قرآنية. هذه العبادة قد يشق الإتيان بها في فصل الشتاء وعند المرض؛ فلذلك ضاعف الشارع الحكيم الثواب لمن أحسنها وأكملها عند وجود المشقة فيها. هذه العبادة من أتى بها وأتقنها، سمت روحه، وأشرقت نفسه، وانشرح صدره، وحسن وجهه، ولان جسده، وامتلأ نشاطًا وتألقًا وحيوية. فلعلكم قد عرفتموها، وبهذه الأوصاف قد علمتموها. إنها عبادة الوضوء، الذي اختير له هذا الاسم الجميل؛ لِما يصبغ صاحبه بصبغة الوضاءة والجمال الظاهر والباطن.

إنكم لو تأملتم في عبادة الوضوء، لوجدتم أن لها فوائد عديدة، وآثارًا حسنة كثيرة؛ فالوضوء عملية تنظيف يومية للقلوب وللأرواح والنفوس، فبه يصفو القلب، وتسمو الروح، وتُصقل النفس. وهذا تنظيف معنوي، وأما التنظيف الحسي فإن الوضوء يطهر أعضاء البدن الظاهرة، فيزيل عنها الأوساخ والجراثيم، وقد ثبت في الطب أن أجزاء الجسم “تتعرض طوال اليوم لعدد مهول من الميكروبات تعد بالملايين في كل سنتيمتر مكعب من الهواء، وهي دائمًا في حالة هجوم على الجسم الإنساني من خلال الجلد في المناطق المكشوفة منه، وعند الوضوء تفاجأ هذه الميكروبات بحالة كسح شاملة لها من فوق سطح الجلد، خاصة مع التدليك الجيد وإسباغ الوضوء، وهو هدي الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وبذلك لا يبقى بعد الوضوء أي أثر من أدران أو جراثيم على الجسم، إلا ما شاء الله. ومن فوائد الوضوء: ما فيه من الثواب الجزيل الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.