هل تعلم؟… كيف هي أحوال الناس يوم القيامة ؟

هل تعلم؟… كيف هي أحوال الناس يوم القيامة ؟

عندما يعاين الكفرة ما أعد لهم من العذاب المهين فإنهم يمقتون أنفسهم ويمقتون من كانوا يتخذونهم أحباباً وخلاناً في الحياة الدنيا ويعادونهم ويتبرؤون منهم، قال تعالى ” الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ” الزخرف: 67. ويخاصم أهل النار بعضهم بعضاً ويحاج بعضهم بعضاً. قال تعالى: ” وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ” إبراهيم: ، 21 أما المتكبرون على عباد الله فإنهم يحشرون في أذل صورة وأشدها امتهاناً وصغاراً. قال صلى الله عليه وسلم: “يحشر المتكبرون أمثال الذر يوم القيامة، في صور الرجال يغشاهم الذل من مكان”. رواه الترمذي، والذر صغار النمل، وصغار النمل لا يعبأ به الناس، فيطؤونه بأرجلهم وهم لا يشعرون. وهذه الحالة المخزية تناسب ما كانوا فيه في الدنيا من تعاظم وغرور بأنفسهم، لأنهم كانوا في الدنيا يتصورون أنفسهم أعظم وأجل المخلوقات؛ فجعلهم الله في دار الجزاء أحقر المخلوقات وأصغرها.

وهناك من لا يكلمهم الله يوم القيامة لعظيم جرمهم وكبير جنايتهم وقبح معاصيهم التي اقترفوها في الدنيا. فمن هؤلاء الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب قال تعالى في شأنهم: ” إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ” البقرة: 174.

أما أهل السعادة والفوز والحبور، فإنهم لا يفزعون إذا فزع الناس، ولا يحزنون إذا حزنت الخليقة، أولئك أولياء الرحمن الذين آمنوا بالله، وعملوا بطاعته استعدادا لذلك اليوم، فيؤمنهم ربهم رحمة منه وفضلاً. فعندما يبعثون من قبورهم تستقبلهم الملائكة تهدئ من روعهم وتطمئن قلوبهم ” إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ” الأنبياء: 101-103.