هل تعلم؟.. كيف هو ميزان يوم القيامة؟

هل تعلم؟.. كيف هو ميزان يوم القيامة؟

 

الميزان هو الذي أخبر الله تعالى عنه في القرآن وبيَّنه الرسولُ في الأحاديث، وهو ميزان حقيقي له لسان وكفَّتان توزن فيه أعمال العباد من الخير والشر. وقد أخبرنا الله تعالى عنه في القرآن الكريم إخبارًا إجماليًّا وبيَّنته السنة النبوية، ويجيء به الله تعالى يوم الحساب لتقدير أعمال الخلق، وقد أجمع المسلمون على وجوده. وقد اختلف العلماء في وحدة الميزان وتعدُّده على مذهبين:

المذهب الأول: القائلون بتعدد الميزان:

قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: “بلغني أن لكل أحد يوم القيامة ميزانًا على حدة. وقال بعضهم: الأظهر إثبات موازين يوم القيامة لا ميزان واحد؛ لقوله تعالى: ” وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ ” وقوله: ” فمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ “. وقالوا: وعلى هذا فلا يبعد أن يكون لأفعال القلوب ميزان، ولأفعال الجوارح ميزان، ولما يتعلق بالقول ميزان.

المذهب الثاني: القائلون بوحدة الميزان:

فذهب هؤلاء إلى أن لكل فرد ميزانًا خاصًّا به أو لكل عمل ميزان خاص به؛ لقوله تعالى: ” وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ” وأجابوا عن جمع كلمة “الموازين” في الآية: إلى أن الميزان واحد، وأن الجمع في الآية إنما هو باعتبار تعدُّد الأعمال أو الأشخاص. وقد رجَّح ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى بعد حكايته الخلاف أن الميزان واحد، وقال: “والذي يترجح أنه ميزان واحد، ولا يشكل بكثرة من يوزن عمله؛ لأن أحوال القيامة لا تكيَّف بأحوال الدنيا” ومن المعاصرين الذين يرون هذا القول الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في الجواب عن سؤال عن وحدة الميزان وتعدده، فقال بعد ذكر الخلاف بين أهل العلم: “الذي يظهر والله أعلم أن الميزان واحد، لكنه متعدد باعتبار الموزون”.