النمل من أكثر الحشرات المنتشرة في التربة فهي توجد في كلّ مكانٍ من الأرض وتصل أنواعها إلى تسعة آلاف نوع، كما أنّها تمتاز بالتنظيم والترتيب، والدقة، والصبر في حياتها، بعد أن درسها العلماء بشكلٍ دقيقٍ أصبحوا يُرشدون الناس إلى أن يتعلموا من حياة النمل، فهي تعيش في جماعاتٍ، وتتكوّن من أقسامٍ لكل قسمٍ وظيفة معينة. واستدل بعض العلماء إلى النهي عن قتل النمل من خلال تفسير الآية الكريمة في سورة النمل “حَتَّى_ إِذَا أَتَوْا عَلَى_ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ” فكلمة لا يشعرون تدل على أنّ الإنسان قد يقتل النمل من دون قصدٍ منه.
أعطى الله النمل ميزات في جسمها لتتمكن من العيش في البيئة ومن هذه الميزات: تكوين الجهاز الهضمي من جهاز ضخٍ وجهاز مص، ومعدة وأمعاء ومريء وينقسم مجتمع النمل إلى أقسامٍ مختلفة فالملكة مهمتها وضع البيوض، والعاملات تقوم برعاية الصغار وتنظيف البيت والممرات، ودفن النمل الموتى وتزويد الملكة بالغذاء، بينما هناك مجموعةٌ من النمل تقوم بمهمة الحراسة والحماية والاستكشاف، وذلك ما أشارت إليه الآية السابقة حيث إن النملة عندما شعرت بوجود جيش سليمان أعطت أوامرها لبقية النمل بالاختباء في بيوتها، كما للنمل لغةً خاصةً يتخاطبون من خلالها، قال تعالى في سورة الأنعام ” وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ” ومن هنا يمكن أنْ نفهم أنَّ اللغة التي تكون بين النمل لا يفهمها إلّا مجتمع النمل؛ حيث إنّها تُصدر مواد كيميائيةٍ خاصةً لكل ظرفٍ من الظروف وبقيّة النمل يفهمون من خلال شم هذه المادة.