إنَّ الحسناتِ أثمنُ ما يملك المسلمُ يوم القيامة؛ ولذا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحثُّنا دومًا على معرفة موارد الحسنات للتزوُّد منها؛ لكي نعدَّ العدةَ ليومٍ تكون الحسنةُ فيه سببًا لدخول الجنة وتجنُّب جهنم أو تجنب الوقوف مع أهل الأعراف في الموقف العصيب، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه، قال: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال لِجُلسائِهِ: “أيعجزُ أحدُكُم أن يَكْسِبَ ألفَ حسنةٍ؟”، فسألَهُ سائلٌ مِن جُلَسائِهِ: كيفَ يَكْسِبُ أحدُنا ألفَ حسنةٍ؟ قالَ: “يسبِّحُ أحدُكُم مائةَ تسبيحةٍ، تُكْتبُ لَهُ ألفُ حسنةٍ، وتحطُّ عنهُ ألفُ سيِّئةٍ” الترمذي.
يستطيع المسلم بفضل الله تعالى أن يجعل هذا الحديث نصبَ عينيه، والأَوْلَى لكلِّ منْ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدر هذه الوسيلةَ السهلةَ والميسَّرة لجَنْيِ الحسناتِ، وفي دقيقتين يتمكَّنُ المسلمُ بفضل الله الكريم من قول: “سبحان الله” مائة مرة، فيجني بسبب ذلك ألفَ حسنةٍ، والمثابرة على الاستزادة من قول: “سبحان الله” تسهم في رجحان حسناته يوم القيامة وتكفير سيئاته، والمسلم اللبيب يقتنصُ فرصَ الفراغ، فيقوم بتطويع لسانه لقول: “سبحان الله” آلاف المرات، ففي 20 دقيقة يستطيع المسلمُ بفضل الله ملك الملوك أن يقول: “سبحان الله” ألف مرة، فيترتب على ذلك كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحصولُ على عشرةِ آلاف حسنة، وكلَّما زادَ المسلمُ زادَتْ حسناتُه بفضل الله الكريم.