سأل صحابي نبينا الكريم: “كيف أقول إذا قمت أدعوا؟”، فقال صلى الله عليه وسلم “قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافِني، وارزقني؛ فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك” رواه مسلم، فمن غير المستغرب أن يتحيَّر المسلم البسيط كيف يدعو ربه وبماذا! ويسأل من يعلمه الدعاء على وجهه الصحيح الأمثل! المهم ألا تترك الدعاء، حتى لو ظننت أنه ليس لديك مشكلة محددة، أو مطلب خاص تدعو به، ولا تكن أعجز الناس؛ فتحرمَ نفسك من مخاطبة رب الكون بحاجتك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أبخل الناس من بخل بالسلام، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء” صحيح الجامع، وكيف وهو نعمة مخاطبة رب الكون سبحانه والاستجابة لدعوته لنا ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ” البقرة: 186،
ومن أساليب الدعاء: كيف نصوغ دعاءنا؟:
وخير الأساليب والصيغ نتعلمها من كتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونصوغ على منوالها؛ لأن هذا يشعرنا أننا أقرب من الله تعالى، ومن الأمثلة على ذلك: البدء بنداء التوحيد لله تعالى قبل تخصيص الدعاء، على سبيل المثال:
– أن ندعوه بـ: “لا إله إلا أنت” ثم نحدد طلبنا، كما في دعاء “سيد الاستغفار”، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت” صحيح البخاري.
– التسبيح: كما في دعاء يونس وهو في بطن الحوت؛ قال تعالى: ” وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ” الأنبياء: 87.
– الاستغفار، وطلب العفو، والاسترحام، وقيل: إن الرحمة أوسع من المغفرة والعفو، وقد وجدتها كثيرًا ما تتلازم قبل أو خلال أو بعد الدعاء.
– الدعاء بصالح الأعمال.