من أنفع الوقايات والاحترازات: التحصُّن بالتحصينات النبوية، ومنها: التوبةُ والاستغفار من الذنوب، وهو مِن أسباب دَفعِ الوباء ورَفْعِهِ وتخفيفه، قال تعالى ” وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ” الأنفال: 33، وقال عزَّ وجل ” وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ” الشورى: 30، ومنها: الفَزَعُ إلى ذكر اللهِ ودُّعائه والصلاة والصدقة: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلم عندما خَسَفَت الشمس ” فإذا رأيتُم ذلك فادعُوا الله وكبِّرُوا وصَلُّوا وتصدَّقُوا ” رواه البخاري، ومنها: التحصُّن بالأذكارِ والأوراد الشرعية كأذكار الصباح والمساء، ومنها: التعوُّذ بالله بأدعيته صلى الله عليه وسلم، كدعائه صلى الله عليه وسلم ” اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ مِنَ البَرَصِ، والْجُنُونِ، والْجُذَامِ، ومِنْ سَيِّئِ الأسْقَامِ” رواه أبو داود وصحَّحَ إسنادَهُ النوويُّ.
ومنها: التَّصبُّح بسبع تمراتٍ عجوة، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: “مَنْ تَصَبَّحَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ ذلكَ اليَوْمَ سُمٌّ ولا سِحْرٌ” متفقٌ عليه. ومنها: تغطية الإناء، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: “غَطُّوا الإناءَ، وأَوْكُوا السِّقَاءَ، فإنَّ في السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فيها وَبَاءٌ، لا يَمُرُّ بإناءٍ لَيْسَ عليهِ غِطَاءٌ، أوْ سِقَاءٍ ليسَ عليهِ وِكَاءٌ، إلا نَزَلَ فيهِ مِنْ ذلكَ الْوَبَاءِ” رواه مسلم، قال النووي: “والْوَبَاءُ مَرَضٌ عامٌّ يُفْضي إلى الْمَوْتِ غالبًا “. ومنها: تناول الحبَّة السوداء، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ” في الحَبَّةِ السَّوْدَاءِ _شِفَاءٌ _مِنْ _كُلِّ دَاءٍ إلاَّ السَّامَ”، قالَ ابنُ شِهَابٍ: والسَّامُ الْمَوْتُ. رواه البخاري ومسلم. ومنها: العسل، قال تعالى: ” يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ “، فأكثروا مِن سؤال الله العافية من هذا الوباء، وبادروا الفُرصة قبل الفوات، وحَصِّنوا أنفسكم وأهاليكم، واحذروا الشائعات، وخذوا المعلومات من مصادرها، فهذه الجائحةُ إذا وَقَعت ضررَهُا خطير، والوقاية منها قبل نُزولها – بعد فضل الله وتوفيقه – بسيطٌ ونفعُه كبيرٌ.