هل تعلم؟.. أين يكون مستقر الأرواح بعد الموت؟

هل تعلم؟.. أين يكون مستقر الأرواح بعد الموت؟

 

أين مستقر الأرواح ما بين الموت إلى يوم القيامة؟ هل هي في السماء أم في الأرض؟ وهل هي في الجنة والنار أم لا؟ وهل تُودع في أجساد غير أجسادها التي كانت فيها فتتنعم وتعذب فيها أم تكون مجردة؟ فهذه مسألة عظيمة تكلم فيها الناس واختلفوا فيها:

أولاً: أرواح الأنبياء، وهذه تكون في خير المنازل في أعلى عِليِّين، في الرفيق الأعلى، وقد سمِعَت السيدةُ عائشةُ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم في آخر لحظات حياته يقول: “اللهم الرفيق الأعلى” البخاري. وهم متفاوتون في منازلهم كما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء، وهذا قول ابن القيم. قال ابن رجب رحمه الله في “أهوال القبور”: “أما الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فليس فيهم شكٌّ أن أرواحهم عند الله في أعلى عليين”.

ثانيًا: أرواح الشهداء، وهؤلاء أحياء عند ربهم يُرزقون. قال تعالى: ” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ” آل عمران: 169. وقد سأل مسروق رحمه الله عبدَ الله بن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية، فقال: “إنا قد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: “أرواحهم في أجواف طير خضر، لها قناديل مُعلَّقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل” رواه مسلم في صحيحه.

الثالث: أرواح المؤمنين الصالحين: تكون طيورًا تعلُق شجر الجنة. قال صلى الله عليه وسلم: “إنما نَسَمة المؤمن طائر يَعْلُقُ في شجر الجنة، حتى يبعثه الله إلى جسده يوم يبعثه” رواه وأحمد. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “وهناك أحاديث على اجتماع الروح والبدن في نعيم القبر وعذابه، وهناك أحاديث تدل على انفراد الروح وحدها كالأحاديث السابقة، ثم قال شيخ الإسلام: فقد أخبرت هذه النصوص أن الروح تُنعَّم أو تعذب مع البدن الذي في القبر إذا شاء الله.