هل أصابك اليأس ؟

هل أصابك اليأس ؟

ينطلق الأمل من الإيمان بالقدر، “واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك” رواه الإمام أحمد، فالمؤمن بالقدر لا تحطمه المصائب والابتلاءات؛ فهو يرجو ثوابها حتى يُرفَع بها درجات، وتُكفَّر عنه الخطيئات. ينطلق الأمل من اليقين في الله ” وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ” آل عمران: 139، فمع الإيمان لا يأس… مع الأمل لا حزن… مع اليقين لا قنــوط. نعم الأمل حياة؛ هكذا يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأمل والاستبشار بالخير من صفات المؤمن القوي: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله وما شاء فعل، فإن “لو” تفتح عمل الشيطان” رواه مسلم. ويعلمنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم أركان الأمل:

– الصبر وعدم الاستعجال: فعندما جاءه خباب بن الأرت يشكو إليه ما يلقاه من تعذيب المشركين، زرع النبي صلى الله عليه وسلم فيه الأمل قائلًا “والله ليتمنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون” البخاري.

– الدعاء والاعتصام بحبل الله:  كل هذا نجده في قصة موسى في مواجهة طغيان فرعون “اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ” طه: 24 – 26، ظل فرعونُ عامًا وراء عامٍ يستضعف بني إسرائيل؛ يقتل، ويستعبد، ويظلم، حتى بعث الله نبيه موسى عليه السلام؛ لدعوة فرعون إلى الله، فقام سيدنا موسى يدعو فرعون وملأه، لكنهم استكبروا وجحدوا، كل هذا وسيدنا موسى لم ييأس.

– التوبة والاستغفار: وهي ترك المعصية لقبحها، والندم خوفاً من الله تعالى على ما سلف منها، والعزم الصادق على أن لا يعود مستقبلاً لمثلها، حذراً من عقاب الله ورجاء لثوابه، وطمعاً في مغفرته ورحمته، والنجاة من ناره، والفوز بجنته ورضوانه.

 

من موقع إسلام أون لاين