هكذا يقضي سكان تيزي وزو هذه الأيام الباردة…. ثلوج يتعدى سمكها المتر.. بحيرة متجمدة ومداشر معزولة

elmaouid

مواطنون إلى جانب مصالح الأمن والجيش لإنقاذ العائلات المحاصرة

تقوم الحركة الجمعوية والأسلاك المعتمدة بولاية تيزي وزو ببذل جهود كبيرة من أجل تقديم يد المساعدة للأشخاص المحاصرين بالثلوج أو دون مأوى منذ أسبوعين تقريبا.

وقد تجندت مصالح الأمن الولائي، مجموعة الدرك الوطني، القطاع العسكري، الحماية المدنية وكذا المواطنون سواء كانوا مهيكلين داخل منظمات المجتمع المدني أو أفرادا من أجل مساعدة الأشخاص الذين عزلتهم الثلوج والعائلات المعوزة. وفي هذا الإطار، خرج رجال الأمن الولائي في حدود السابعة من مساء الأحد الماضي بحثا عن الذين لا مأوى لهم، وقد حملوا معهم البطانيات ووجبات ساخنة وفواكه لتقديمها لهم.

وفي المجموع استفاد عشرة أشخاص من وجبات ساخنة وبطانيات خلال ليلة الأحد إلى الاثنين الماضيين، ويتعلق الأمر بسيدة مع أربع بناتها وجدوا على مستوى القباضة الرئيسية لبريد الجزائر بوسط المدينة فضلا عن رجلين مسنين وثلاث نساء.

وبالنسبة للأشخاص دون مأوى، فإن مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن فتحت لهم مركز استقبال يوجد في المخرج الشرقي لمدينة تيزي وزو من أجل قضاء الليل به.

وإذا كان البعض من هؤلاء قد التحقوا بهذا المركز خاصة خلال هذه الفترة المتميزة ببرد قارس، فإن البعض الآخر منهم الذين وجدوا في الشارع يرفضون بشدة المبيت في هذه المؤسسة لأسباب شخصية.

ويقوم متطوعون من الهلال الأحمر الجزائري كل ليلة بالبحث عن الأشخاص دون مأوى للتكفل بهم.

وفي هذا الصدد، كشف سمير بوعزيز رئيس اللجنة المحلية للهلال الأحمر الجزائري، أنه منذ 14 ديسمبر الفارط تم توزيع ما لا يقل عن 260 1 وجبة ساخنة على الأشخاص دون مأوى في مدينة تيزي وزو.

وببلدية ياكوران فتحت جمعيتان “تروى نياكوران” والجمعية الثقافية لياكوران منذ بداية تساقط الثلوج بالولاية ونادي لاستقبال الأشخاص الذين يمرون بحالات عسيرة أو الذين حاصرتهم الثلوج خلال فترة التقلبات الجوية، كما أستفيد من المشرفين على هذه المبادرة الانسانية والتضامنية.

وفي هذا الإطار، صرح رئيس جمعية “تروى نياكوران” لشهب عبد النور، أن البداية كانت مع فرقة الدرك الوطني لياكوران عندما التقى أعضاء من هذه الجمعية بعمال من ولاية البويرة حوصروا بياكوران بعد غلق الطرقات بسبب تهاطل الثلوج واقترحوا عليهم قضاء الليل داخل محل وضعه تحت تصرفهم ديوان مؤسسات الشباب.

وبفضل يد المساعدة للجمعية الثقافية ياكوران تم تهيئة النادي وتجهيزه بالوسائل الضرورية (أسرّة، بطانيات، وسائل تدفئة). وأكد المكلف بالاتصال لتروى نياكوران بودجة محمد أن المتطوعين الذين يسيرون هذه المؤسسة ساهموا هم أيضا بشراء المواد الغذائية الضرورية لتحضير الوجبات لهؤلاء الضيوف.

وأضاف المتحدث أنه منذ فتحه في 15 جانفي، استقبل هذا النادي عدة أشخاص منهم عائلة من ولاية بجاية تتكون من الوالدين واثنين من أبنائهما.

كما آوى هذا النادي الذي هو مفتوح دائما عائلة تقيم بعين الحمام وجدت نفسها معزولة بسبب الثلوج على مستوى بلدية عزازقة، بالإضافة إلى شخص من قرية أحميل الذي وجد وهو في حالة برد شديدة جراء انقطاع التيار الكهربائي، ما تسبب في تعطل مدفأته، وكذا العديد من أصحاب المركبات الذين حاصرتهم الثلوج بياكوران وضواحيها.

وتعكس عمليات المساعدة هذه المتواصلة خلال هذه الاضطرابات الجوية القاسية صورة جميلة من التضامن والقيم الانسانية التي يتحلى بها سكان هذه المنطقة والشعب الجزائري بشكل عام.

كما كشفت مصادر أن سمك الثلوج وصل إلى المتر في العديد من المداشر الجبلية بالإضافة إلى تجمد بحيرة بأعالي جرجرة.