هكذا جندت مخابرات المخزن عملائها للتحريض ضد الرئيس الصحراوي

هكذا جندت مخابرات المخزن عملائها للتحريض ضد الرئيس الصحراوي

كشف تقرير حديث للمخابرات الاسبانية ( مركز المخابرات الوطني) عن تورط مخابرات المخزن المغربي خلال ما سمي بالأزمة الديبلوماسية بين إسبانيا والمغرب أثناء فترة علاج الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي  شهر أفريل من السنة الفارطة، وفق ما تناوله”صمود نت”، الاربعاء.

وقالت صحيفة البايس الاسبانية التي اطلعت على التقرير، أنه وخلال الأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا والمغرب حول استقبال الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي ، قامت المخابرات المغربية بتفعيل إستراتيجية مزدوجة _قضائية وإعلامية_ من أجل _مضايقة_ غالي و _عرقلة تنقله_ ، حيث حاولت _خلق حالة من الرأي في الصحافة [الإسبانية] تتعلق بمصالحها_.

وتؤكد وثيقة مسربة حصلت عليها البايس ومؤرخة في 24 جوان من العام الماضي، أن الرباط استخدمت _موارد عديدة، بما في ذلك الموارد الاقتصادية_ ، من أجل _إعادة تفعيل جميع الشكاوى والدعاوى المرفوعة في المحاكم الإسبانية ضد جبهة البوليساريو وزعيمها_ . وكان الهدف هو_ الضغط على الحكومة الإسبانية للحصول على مركز ملائم للمغرب في النزاع حول الصحراء الغربية _، يختتم التقرير.

وتتضمن الوثيقة ملحقًا بهوية الأشخاص والمنظمات المزعومين المتعاونين في إسبانيا للمديرية العامة للدراسات والتوثيق (DGED اختصارًا باللغة الفرنسية) ، جهاز المخابرات الأجنبية التابع للقوات المسلحة المغربية. من بينها، ما يسمى بالجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان (ASADEDH) .

و أكدت المخابرات الاسبانية في تقريرها، أن الجمعية _يتم توجيهها من قبل المخابرات المغربية من خلال رئيسها ، رمضان مسعود العربي_. كما يستشهد التقرير برئيسة ما يسمى بالرابطة الكنارية لضحايا الإرهاب (أكافيت) ، لوسيا خيمينيز ، التي طلبت ، وفقًا للتقرير ، في عام 2012 ، _مساعدة مالية من المغرب مقابل التنديد بجبهة البوليساريو عن الجرائم التي ارتكبت ضد الإسبان بين عام 1973. و 1988 _.

المدعوة خدجتو محمود محمد مدرج أيضًا على القائمة ، التي طلبت في أفريل 2021 إعادة فتح شكويين كان قد رفعهما في 2013 و 2018 ضد غالي. وقد رفضت المحكمة الوطنية كلاهما. تذكر المخابرات الاسبانية أن استخبارات المخزن دفعت أتعاب محامٍ و _تكاليف الإقامة والمساعدة ونشر الملف_ في الصحافة. وتزعم جديتو محمود إن دخلها يأتي من رعاية المسنين والأطفال.

وبحسب التقرير ، فإن أجهزة المخابرات المغربية تقف أيضا وراء الشكوى المقدمة في ماي 2021 من قبل مراد العدي ، المحامي المغربي ورئيس نادي المحامين المغربيين. لكن المحكمة الوطنية في اسبانيا رفضت الشكوى لعدم وجود _أدلة _.

ويستشهد التقرير أيضا، بالنقابة الزائفة Manos Limpias، التي يرؤسها اليميني المتطرف السابق ميغيل برناد المعروف بكونه _متعاون_ مع المخابرات المغربية ، على الأقل منذ عام 2015.

ومن بين أولئك الذين تم الاستشهاد بهم ، فاضل بريكة ، عضو  ما يسمى بـ_الحركة الصحراوية من أجل السلام _، وهي منظمة وصفتها المخابرات الاسبانية بأنها _شاشة_ لأجهزة المخابرات المغربية.

وشددت المخابرات الاسبانية على أن فاضل بريكة قام بهذه الرحلة _بناء على تعليمات من المغرب لاستفزاز قيادة البوليسارية وإجبارها على اعتقاله_. تشير الوثيقة إلى أن _الدخل الوحيد_ لبريكا يأتي من المخابرات المغربية.

ويذكر التقرير أيضا، المدعو بيدرو ألتاميرانو ، وهو مواطن اسباني من ملقة ، وبحسب المخابرات الاسبانية فهو_ يتعاون منذ سنوات مع أجهزة المخابرات المغربية ، بدافع المصالح الاقتصادية والرغبة في الشهرة_ و الذي صرح في 24 أفريل من العام الماضي، إنه _تلقى تهديدات بالقتل من جبهة البوليساريو_.

وخلص التقرير إلى أن استراتيجية الرباط المزدوجة، القضائية والإعلامية، لم تسفر عن النتائج المتوقعة. وتضيف الوثيقة أن _استخدام القنوات القانونية سيستمر، لأن [أجهزة المخابرات المغربية] ستواصل الترويج للشكاوى الجديدة والطعن في القرارات القضائية لإبقاء الملفات مفتوحة_ بهدف _التخلص من أدوات التلاعب بوسائل الإعلام وطرحها_ بغية الضغط على الحكومة.

الوزراء فيليكس بولانيوس، مارغريتا روبلز، فيرناندو جراندي مارلاسكا ، تجنبول التعليق على محتوى التقرير الذي خلص ، في 18 ماي الماضي ، إلى أن التدفق الهائل للمهاجرين إلى سبتة في اليوم السابق كان جزءًا من استراتيجية _ضغط_ الرباط على إسبانيا. لتغيير موقفها الحيادي في نزاع الصحراء الغربية.

ويوم 5 أكتوبر 2021، أعلنت المحكمة الوطنية العليا الإسبانية، رفضها متابعة الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي قضائيا بتهمة ارتكاب _إبادة_ لعدم وجود أي دليل بعد أيام قليلة من إعادة إثارة القضية.

وقالت المحكمة العليا في بيان إن القاضي المكلف الملف قرر _حفظ (الشكوى) بدون إطلاق ملاحقات ضد  إبراهيم غالي في قضية ارتكاب إبادة الناشئة عن الشكوى المقدمة من الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان_ وهي منظمة مقربة من المخابرات المغربية.

ويوم 5 جويلية 2021 قالت وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة أرانشا كونزاليس لايا، إن استقبال بلادها للرئيس الصحراوي، ابراهيم غالي، للعلاج _لم يكن خطأ_، وأن التفاوض مع المغرب حول مدينتي سبتة ومليلية غير مطروح.