المتوج بالجائزة الثالثة لرئيس الجمهورية في فئة القصة القصيرة نبيل بن دحو يصرح لـ "الموعد اليومي":

هذه الجائزة مهمة في مشواري الإبداعي وتعتبر أول جائزة رسمية في حياتي الفنية

هذه الجائزة مهمة في مشواري الإبداعي وتعتبر أول جائزة رسمية في حياتي الفنية
  • * أكتب من الخيال والفانتازيا.. لكن في قصصي محاكاة للواقع

نبيل بن دحو من المبدعين الشباب في كتابة القصة القصيرة، حيث توج مؤخرا بالمرتبة الثالثة في فئة القصة القصيرة لجائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب علي معاشي في طبعتها 19 لعام 2025.

وفي حوار خص به المبدع نبيل بن دحو “الموعد اليومي” تطرق فيه إلى مشاركته في هذه المسابقة إلى حين تتويجه بالجائزة الثالثة وأيضا عن الأوقات المفضلة لديه في كتابة قصصه وأمور أخرى عن مساره الإبداعي.

أكثر التفاصيل تتابعونها فيما يلي…

 

 توجت بالمرتبة الثالثة في فئة القصة القصيرة بجائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب علي معاشي، ماذا تقول عن مشاركتك في هذه المسابقة إلى حين تتويجك بالجائزة الثالثة؟

بدأ التفكير في المشاركة بجائزة علي معاشي مباشرة بعد انتهاء الطبعة الفارطة، فلم أستسلم حين شاركت برواية ولم تتوج. لا يعني هذا أنّ روايتي لم ترُقْ لجنة التحكيم، ولا يعني أنها لم ترْقَ لأن تكون مرشحة للتتويج، لكن هناك معايير معينة للانتقاء، تصنع فوارق بين الأعمال المشاركة وتحسم النتائج. فور الإعلان عن الطبعة الجديدة من المسابقة ذاتها، تم اِستحداث فئة جديدة تمثّلت في “القصة القصيرة” على أن يشارك المتسابق بمجموعة قصصية. وقتئذ اخترت مجموعتي القصصية “الوجه الأخير لشهرزاد”. كانت حديثة الصدور وعولت عليها كثيرا. الرحلة بدأت يوم اتجهت نحو الجزائر العاصمة لأودع ملفي على مستوى وزارة الثقافة والفنون، ومنذ خرجت من مقر الوزارة، أحسست أنني لست بعيدا عن التتويج. تفاءلت كثيرا إلى أن اتصل بي موظف من الوزارة يبشرني بخبر تتويج عملي بإحدى المراتب الثلاث.

 

هل كنت تنتظر هذا التتويج خاصة أن عدد منافسيك لنيل هذه الجائزة كان كبيرا جدا؟

كما ذكرت سابقا، لقد كنت متفائلا جدا بالتتويج، لكن هذا لا يعني أن المهمة كانت سهلة مقارنة بعدد المشاركين ومستواهم، فالجزائر تزخر بأقلام شابة واعدة لها كلمتها في المحافل الوطنية والدولية، والجائزة هذه جاءت لتنصف هذه الأقلام.

 

 ماذا تحكي قصتك الفائزة؟

من قرأ مجموعتي السابقة “ما لم يسمعه شهريار: حكايات احتفظت بها شهرزاد”، سيدرك أن هناك حبلا بين المجموعتين، ففي المجموعة الأولى “ما لم يسمعه شهريار…” نشهد عودة شهرزاد ألف ليلة وليلة، التي تهب للكاتب مجموعة قصص لم تروها للملك، وهي قصص تنتمي لعصر الكاتب، فتكلفه بمهمة الحكي شريطة أن يحتفظ باسم صاحبها الأصلي. أما في المجموعة الجديدة “الوجه الأخير لشهرزاد”، تختفي شهرزاد تماما، وترحل للأبد في أول قصة، حيث أن شهرزاد وضعت حدا لنفسها، بعد فشلها في مصارحة الملك، الذي وجدها مشنوقة واندهش لما وجده في رسالتها ونترك التشويق للقارئ.

 

هل تفكر في طرح القصة المتوجة على منتج أو مخرج ما لتحويلها إلى عمل فني أو سينمائي؟

 

لمَ لا قد تتحول الأعمال الموجودة في المجموعة المتوجة إلى مجموعة أفلام قصيرة، ويمكن أيضا أن تحول إلى أفلام عادية أو إلى أعمال مسرحية وفنية، ما دامت نهاياتها مفتوحة.

 

 ماذا تضيف لمشوارك الفني مثل هكذا جوائز؟

هذه الجائزة موجهة لعدة فئات على غرار الرواية، الشعر، المسرح، السينما… في هذه السنة تم استحداث فئة جديدة، تمثلت في القصة القصيرة، لذلك أجدني سعيدا كوني من بين الثلاثة الأوائل في الجزائر الذين توجوا في تاريخ هذه الفئة. كما أن الجائزة تحمل اسم أعلى رتبة في البلد، وتحمل أيضا اسم الفنان علي معاشي -رحمه الله- هذا ما يجعلها جائزة مهمة في مشواري عديد الاستحقاقات، لكن تعتبر هذه الجائزة أول جائزة رسمية.

 

ما هي الأوقات التي تفضل فيها كتابة إبداعاتك في مجال تخصصك الأدبي؟

يمكنك أن توفر الظروف الملائمة للكتابة، مثلا نوع معين من الأقلام، أوراق الكتابة، وتحسين الجو بكوب قهوة، لكنك لا تستطيع تحديد وقت معين للكتابة ولا مكان مناسب لها. قد تكتب في البيت، في الحافلة، أثناء النوم، بعبارة أخرى متى يحضر الإلهام. والأوقات الجيدة للكتابة عندي هي تلك التي تأتي بعد المطالعة وعمليات البحث، ستكون دسمة لا محالة.

 

 من غير كتابة القصة، هل تميل لجنس أدبي آخر وتبدع فيه؟

في البدايات خضت الغمار في عدة مجالات، على غرار الشعر، المسرح، الرواية، القصة، أدب الأطفال، لكني حاليا أجدني في الرواية والقصة، لا يمكن القول إنني ماهر، وإنما أملك النفس الذي يجعلني أعيش أجمل اللحظات وأنا أخوض الغمار في هذه الأجناس، كما يمنحني طاقة وتفاؤلا للوصول. ضف إلى ذلك أنني أحيانا أجرب الكتابة للطفل، قد يكون هذا المجال الأصعب بين الأجناس الأدبية.

 

 هل تكتب قصصك من الواقع أو من نسج الخيال؟

جل ما أكتب من الخيال، والفانتازيا، لكن في قصصي محاكاة للواقع، بما أنني أعتمد على الوصف النفسي والجسدي لشخصيات واقعية، فهذا يعينني أكثر في السّرد ويُطلق لي العنان والحرية للكتابة والإبداع. لا ننسى المطالعة فهي تخدم العمل وتُؤثث له.

في الأخير أشكر جريدة “الموعد اليومي” التي فتحت لنا فضاءها للبوح، واحتفت بنا.

 

حاورته: حاء/ ع