قال ابن القيم: “كان هديه صلى الله عليه وسلم وسيرته في الطعام: لا يرد موجودًا، ولا يتكلف مفقودًا، فما قرب إليه شيء من الطيبات إلا أكله، إلا أن تعافه نفسه، فيتركه من غير تحريم.. وأكل الحلوى والعسل، وكان يحبهما، وأكل لحم الجزور، والضأن، والدجاج، والأرنب، وطعام البحر، وأكل الشواء، وأكل الرطب والتمر. وشرب اللبن خالصًا ومشوبًا، والسويق، والعسل بالماء، وشرب نقيع التمر، وأكل القثاء بالرطب. وأكل التمر بالزبد وكان يحبه. وكان معظم مطعمه يوضع على الأرض في السفرة، وهي كانت مائدته. وكان أكثر شربه قاعدًا، بل زجر عن الشرب قائمًا، وشرب مرة قائمًا. وكان إذا شرب ناول من على يمينه، وإن كان من على يساره أكبر منه”. وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: “ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليال تباعًا حتى قبض” وعنها أنها قالت لعروة: “ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، فقلت: يا خالة: ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار، كانت لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها، فيسقينا” متفق عليه.