هدية ربي

elmaouid

كانت الساعةُ تُشير إلى نهاية الحياة

ولكنك طرقتِ البابَ وكان الوقت ظلاماً

وأحلامي يتيمة

كان في نفسي بعضٌ من الحنين

لا .. بل كلّ الحنين

وكانت الأعراض واضحةً

كسماع الأغاني القديمة

والبحثُ عن المفكراتِ النادرةِ بصور الأرانب والقلوب

وأن أضعَ ربطةَ العنقِ حيناً

وأحياناً أنزعها

هكذا كانت بلاكِ

حياتي السقيمه

رحلتُ معكِ إلى وطنٍ عسانيِ أسكنهُ

وطنٌ جميل مثلكِ ..

وطن يشبهكِ

يختلف عن كل شيء.

يختلف في الحبِّ .. وفي الشوق ..

وحتى في طريقةِ السلام العظيمة.. .

كان هذا الوطنُ أنتِ ..

يا سيدة العمر الجميلة

حملت مع الوطن رائحة الزيتون

وحملتِ عمري

كنتِ مدخلي للربيعِ

بصورةٍ مقصودةٍ أو غيرَ مقصودة

شممتُ فيكِ روائح الياسمين وجامع الزيتونة

شممت فيكِ شوارع الحمراء

وتاريخ الجزائر والبُليدَة

شممتُ فيك تراث البلاد الشرقية

كان وجهك عابقاً كياسمينةٍ دمشقية

ونضراً كالتفاح

كانت شفتاك أكاليلَ من شهدِ العسلِ

ويداكِ .. مراوحاً من عاج

وحياتي مغرسةً كالورود

في عينيكِ العسليه

كنت أقيس ُحياتي معكِ

بعدد الساعات التي يمكن أن نحيا بها سويهْ

وبفرصة اللقاء المرتقب

كان همّي وأنا أتكلمُ معكِ

أن أشاهد شاشة المطارِ تشير إلى الطائرة التاليه

التي تحملكِ إليَّ

كانت تفاصيلُ عينيكِ تشير دوما إلى الأملِ

وكان كلامي .. عن قصدٍ أو غيرِ قصدٍ ..

يشيرُ إليك ِ

كانت حياتي بلاكِ

باهتةَ اللونِ

رماديهْ

وحين دخلتِ عالمي أشرقت الشمس

تصرفتُ بعفويهْ

أيقظتني .. رتبتِ دفاتري … وفتحتِ الستائر

مسحتي شحوبَ حياتي ..

برائحة ِ الأنثى فيكِ

وهذبتي بداخلي

الطير المهاجر

أنت ِ لا شيء سواكِ

جئت في زمنٍ جفّت فيه روحي

فكنتِ المياه

وكنت الروح .. وكنتِ الحياة

كنتِ أسباب سعادتي

وكنتِ الأمل بداخلي

وكنت أنت هكذا

كما أرسلكِ اللّهْ

وهل هناكَ هديةً

أجمل من هدايا اللهْ ؟؟