هجوم براك الشاطئ يشعل الحرب بالجنوب الليبي، والسراج يعلن.. ليبيا تتحول الى ساحة لتصفية الحسابات

elmaouid

تشهد ليبيا أجواء ملتهبة، بعد الهجوم على قاعد براك الشاطئ التابعة للجيش بجنوب البلاد، وبينما خرج المجلس الرئاسي بقيادة فائز السراج، ليدين الهجوم ويصدر قرارات للتهدئة، عبر مراقبون عن عدم تفائلهم بعد الواقعة،

مؤكدين أنها قد تطوى صفحة التوافق السياسي بين قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، وفائز السراج، بعد لقاء جرى بينهما في الإمارات مؤخرا، رسم العديد من خطوط التوافق الأولية التي قد يبني عليها الفرقاء مستقبل الحل السياسي في ليبيا، لكن ثمة عوائق ستحول دون تحقيق التهدئة والاستقرار.

 

وأثار الهجوم على قاعدة براك الشاطئ الجوية (جنوب)، التي يسيطر عليها الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، إدانات قوية من عدة أطراف داخلية وإقليمية وحتى أممية، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تداعيات على المشهد الأمني والسياسي في الجنوب الليبي.وأعلنت قوات الجيش الليبي، مقتل 141 شخص أغلبهم من العسكريين، في هجوم للقوة الثالثة لكتائب مصراتة، التابعة لحكومة الوفاق الوطني، على قاعدة براك الشاطئ الجوية.وجاء هذا الهجوم عقب لقاء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، مع خليفة حفتر، في العاصمة الإمارتية أبوظبي، في الثاني من ماي، ونتج عنه تهدئة في المواجهات العسكرية في قاعدة تمنهنت الجوية ومدينة سبها مركز إقليم فزان في الجنوبي الليبي.وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومبعوثه إلى ليبيا مارتن كوبلر، الهجوم الذي أدى إلى مقتل عشرات العسكريين والمدنيين.وفي مؤشر على تصعيد التوتر بعد هذه الحادثة، قصفت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر مجموعات عسكرية مناوئة ردا على شنها هجوما دمويا على قاعدة جوية في جنوب البلاد.ويرى مراقبون أن الحادثة دقت ناقوس الحرب وأشرعت أبوابها في الجنوب الليبي ما يشي بتوترات جديدة في البلاد بين قوات الجيش الليبي وبعض المليشيات المسيطرة على المنطقة والتي تدين بالولاء لحكومة الوفاق. وإن كان البعض يرجح أن هذه المجموعات وهذه المنطقة (الجنوب) لم ينجح حتى الآن طرف في ترويض كتائبها ومليشياتها ولم تتبع سياسيا بشكل كامل أي طرف بما في ذلك حكومة الوفاق.وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي وفوضى أمنية منذ الإطاحة بالقذافي؛ ما يجعل العديد من مناطق البلاد تشهد بين الحين والآخر أعمال قتالية بين القوى المتصارعة على السلطة.من جهته أكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج أن ليبيا أصبحت ساحة لتصفية الحسابات، معربًا عن أسفه من استمرار تدفق السلاح إلى “جميع الأطراف المتصارعة باستثناء الحكومة الشرعية.وطلب السراج خلال كلمته من المجتمع الدولي كف أيدي الذين يتدخلون سلبًا في شأننا الداخلي، عبر دعم هذا الطرف أو ذاك منبهًا إلى أن ذلك تسبب في إطالة عمر الأزمة وجعل من ليبيا ساحة لتصفية الحسابات. واستنكر السراج خلال حديثه طلب المجتمع الدولي أن يكون الحل ليبيًا _ ليبيًا وهناك من يغذي الاقتتال الداخلي بشكل مباشر وغير مباشر، لافتًا إلى تعدد المواجهات في معظم أنحاء البلاد، والتي راح ضحيتها المئات، وكان آخرها ما حدث في الجنوب الليبي منذ أيام.من جانبه عقد رئيس الحكومة الإيطالية باولو جنتيلونى، اجتماعا ضم كلا من وزراء الخارجية والداخلية والدفاع الايطالي ضمن سلسلة الاجتماعات الدورية المعتادة والمخصصة للأمن والهجرة والوضع فى ليبيا.وأشارت مصادر إلى أن إيطاليا تفعل دورها مع حلفائها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية لحل الأزمة الليبية، وذلك نظرا لتأثيرها الكبير فى استقرار الوضعين الإقليمى والدولى.        ومن ناحية أخرى اتفقت ايطاليا مع ليبيا والنيجر وتشاد على تنسيق التعاون بين دولهم لتأمين حدود ليبيا الجنوبية وإنشاء مراكز استقبال خلفها لقطع أفواج الهجرة المتجهة إلى جنوب إيطاليا عبر المتوسط. واتفق الوزراء على الحاجة لتعاون مشترك فى مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر بهدف ضمان أمن الحدود، ودعم تشكيل قوات حرس الحدود وتعزيزها عبر إنشاء شبكة اتصال بين قوات مراقبة الحدود.وكانت قد  أعلنت أن إيطاليا ستسلم البحرية الليبية 10 زوارق قبل منتصف شهر جوان المقبل، لدعم جهدها فى عمليات مكافحة تهريب المهاجرين.