أكد البروفيسور محفوظ عاشور، أستاذ تاريخ الجزائر المعاصر بجامعة البليدة 2، الثلاثاء، أن ذكرى يوم المجاهد، حدث تاريخي في مسار الثورة التحريرية، وأحدثت صدمة للمستعمر الذي أجبر على فك الحصار على الأوراس خلال هجومات الشمال القسنطيني، والثانية انعقاد مؤتمر الصومام في وسط منطقة تحاصرها القوات الفرنسية، معتبرا في ذات السياق، هذين الحدثين البارزين، مفصلين في مسار الثورة التحريرية، قاد الجزائر إلى الاستقلال، وذلك بفضل القرارات التي اتخذها قادة جيش التحرير الوطني، التي كانت لصالح الثورة.
وأوضح البروفيسور محفوظ عاشور، في تصريح للموعد اليومي، أن هجومات الشمال القسنطيني لها مكانة عظيمة وحدث محوري في مسار الثورة التحريرية، لأنها أثبتت قوة المجاهد وحنكة الحيش من منفذ ومخطط وقائد، فالمجاهد زيغود يوسف أراد أن تكون هذه الهجومات في النهار، ليفند مقولة المستعمر، بأن المجاهدين قطاع الطرق ولا يهاجمان إلا في الليل، أرادها أن تكون في المدينة لينقل الثورة من الجبال الى المدن، ليفك بذلك الحصار على تلك المناطق، لكون المستعمر كان قد خطط لمحاصرة الثورة في معقلها، وجعل حصار الأوراس في هذا السياق، وبالتالي فلولا هجومات 20 اوت 1955، لما فك الحصار على الاوراس أو تدوين القضية الجزائرية، لان الحدث نهاري جرى أمام عيون مختلف شرائح الشعب، حيث كان ذلك خلال سوق أسبوعي، وأن ادعاءاته كاذبة للمجاهدين والثورة التحريرية وبالتالي لا جدوى منها ، وتأكدوا بأن هناك تنظيم وقوة للثورة، التي يجب تدعيمها، ومغزاها كانت درسا للاستعمار الفرنسي وتحدي لقوة استعمارية عظمى مدعمة من طرف خلف الشمال الأطلسي، وهذه الهجومات أكدت على ضرورة التنظيم، من كل الجوانب والجبهات، حتى من الجانب الإنساني.
وأضاف أستاذ تاريخ الجزائر المعاصر بجامعة البليدة 2، أن الاستعمار لم يستطع اكتشاف مكان انعقاد مؤتمر الصومام، لأن كان هناك تنظيم محكم، وحماية من قيادة الولاية الثالثة، وبالمقابل كانت المنطقة مؤمنة من طرف الاستعمار، ما جعله يعيش صدمتين، فكانت الأولى في 20اوت 1955الذي اجبرته على فك الحصار على الاوراس، والثانية طريقة انعقاد المؤتمر وسط منطقة تحاصرها القوات الفرنسية بكل قواتها وعتادها الحربي. على الجيل الحالي الاقتداء بأجداده وخدمة وطنه. كما أشار المتحدث، أن العبرة من هذا انه ليس هناك مستحيل، فمثلما فعل اجدادنا، حيث تحدوا كل الصعاب، من أجل نيل الاستقلال، فهؤلاء الشباب اليوم يستطيعون فعل المستحيل، والجزائر استقالة بفضل تضحيات الشهداء وإصرار جيش التحرير، الذي أنجب الجيش الوطني الشعبي، وبالتالي لابد ان يعلم جيل اليوم، أن تضحيات اجداده لا مثيل لها في العالم بأسره.
نادية حدار