هبوط أعضاء الحوض… خيارات علاجية متنوعة

هبوط أعضاء الحوض… خيارات علاجية متنوعة

يعتبر هبوط الحوض من الحالات الشائعة جدا والتي تؤثر على ما يقرب من نصف النساء اللواتي أنجبن أطفالهن عبر الولادة المهبلية، إذ يهبط عضو واحد أو أكثر من أعضاء الحوض (المثانة، الرحم، المستقيم، الأمعاء الدقيقة أو الغليظة) نتيجة ضعف أو تمدد عضلات أرضية الحوض أو فقدان الدعم المهبلي، ما يسمح لواحد أو أكثر من أعضاء الحوض بالتراجع أو الضغط داخل أو خارج المهبل.

أنواع الهبوط

وفقاً لمركز طب الحوض النسائي والجراحة الترميمية في كليفلاند كلينيك، هناك أنواع مختلفة من هبوط أعضاء الحوض تعتمد على العضو المصاب، وأكثر الأنواع شيوعاً هي:

– قيلة المثانة (فتق مثاني) أو المثانة الهابطة، وهو النوع الأكثر شيوعاً في هبوط الحوض يحدث عندما تسقط المثانة داخل أو خارج المهبل.

– قيلة المستقيم (فتق المستقيم)، تحدث عندما ينتفخ المستقيم داخل أو خارج المهبل لأسباب متعددة.

– هبوط الرحم، يحدث عندما ينتفخ الرحم داخل أو خارج المهبل، وقد يرتبط ذلك أحياناً بانهيار الأمعاء الدقيقة فيسمى قيلة الأمعاء، حيث ينتفخ جزء من الأمعاء الدقيقة ويبرز إلى المهبل. ويمكن أن يحدث هبوط الحوض أيضاً بعد استئصال الرحم، وإن كان نادراً، فينخفض أي جزء من جدار المهبل، مما يؤدي إلى انتفاخ داخل أو خارج المهبل.

الأعراض

تنتج عن هبوط أعضاء الحوض درجات متفاوتة من الأعراض تختلف بحسب العضو المصاب بالهبوط. وهذه قائمة لبعض الأعراض الشائعة:

– إرهاق الساق وآلام أسفل الظهر والشعور بضغط الحوض أو النزول. وقد يؤدي هبوط المثانة أو مجرى البول أو الرحم إلى حدوث سلس البول وصعوبة في بدء التبول.

– سلس البول، وتواتره و – أو الشعور بالحاجة الملحة للتبول، ضعف تدفق البول أو التبول لفترة طويلة، الشعور بعدم اكتمال الإفراغ، والشعور بالضغط أو الامتلاء في منطقة الحوض مع الحاجة لتغيير الوضعية لبدء أو إكمال إفراغ المثانة.

– الحاجة الملحة إلى التبرز، الشد أثناء التغوط، سلس ريح البطن، أو خروج براز سائل أو صلب، إمساك.

– الإحساس بانتفاخ أو نتوء في المهبل، أو رؤيته، الإحساس بضغط أو ثقل في المهبل، والشعور بأن هناك شيئاً ما يسقط لخارج المهبل.

– يكون الجماع الجنسي مؤلماً، إضافة لألم أسفل الظهر.

الأسباب

يحدث هبوط أعضاء الحوض عندما لا تعمل العضلات أو الأنسجة الضامة للحوض كما ينبغي. ووفقاً للموقع الرسمي لصحة المرأة هناك مجموعة من عوامل الخطر، وفيما يلي أكثرها شيوعاً:

– الولادة المهبلية، تزيد حالات الولادة المهبلية المتعددة من خطر تدهور أعضاء الحوض في وقت لاحق من العمر ويمكنها أن تمتد وتجهد قاع الحوض. ورغم ذلك فقد تصاب المرأة بالهبوط حتى لو لم يكن لديها أطفال قط أو إذا كانت قد خضعت في ولاداتها لعملية قيصرية.

– التعرض للضغط على البطن لفترة طويلة، بما في ذلك الضغط الناتج عن السمنة أو السعال المزمن أو الإجهاد الذي يحدث في كثير من الأحيان أثناء حركات الأمعاء.

– إنجاب طفل يبلغ وزنه أكثر من 8.5 باوند أو نحو 4 كيلوغرامات.

– العمر، تعد اضطرابات قاع الحوض أكثر شيوعاً عند النساء الأكبر سناً، فنحو 37 في المائة من النساء المصابات باضطرابات قاع الحوض تتراوح أعمارهن بين 60 و79 عاماً، ونحو نصفهن في عمر 80 أو أكبر.

– التغيرات الهرمونية أثناء انقطاع الطمث، يمكن أن يؤدي فقدان هرمون الأستروجين الأنثوي أثناء وبعد انقطاع الطمث إلى زيادة خطر تدهور أعضاء الحوض، والأسباب لا تزال تحت الدراسة.

– تاريخ العائلة، يدرس الباحثون كيف يمكن لعلم الوراثة أن يلعب دوراً في هبوط أعضاء الحوض.

التشخيص والعلاج

يشير أطباء المسالك البولية والأمراض النسائية في مركز طب الحوض النسائي والجراحة الترميمية في كليفلاند كلينيك إلى توفر خيارات علاج متنوعة لهبوط عضو الحوض. ويعتمد ذلك على نوع التدهور ودرجته، الأعراض، العمر، المشاكل الصحية الأخرى، ومدى النشاط الجنسي.

قد يتضمن العلاج واحداً أو أكثر من الإجراءات التالية:

– تمارين عضلات قاع الحوض، وهذه تتم بواسطة الطبيب المعالج أو اختصاصي العلاج الطبيعي، وهي تساعد في تقوية عضلات قاع الحوض لعلاج كل من هبوط أعضاء الحوض وكذلك سلس البول.

– تغيير عادات الأكل، ويتلخص ذلك في تناول المزيد من الألياف في الأطعمة لعلاج مشاكل الأمعاء ومنع الإمساك والتوتر أثناء حركات الأمعاء.

خيارات جراحية

أما الخيارات الجراحية فتتركز على نوعين من الجراحة، هما:

– الجراحة الترميمية وهي تهدف إلى تصحيح المهبل الهابط مع المحافظة على أو تحسين وظيفة المهبل الجنسية وتخفيف أي أعراض مصاحبة في الحوض. وتُجرى العديد من العمليات الجراحية لمعالجة هبوط عضو الحوض عن طريق المهبل، حيث لا تترك أي ندوب. كما يمكن أن تتم وفق تقنيات تنظير البطن مع أو من دون مساعدة الروبوت كونها أسلوباً يتميز بالحد الأدنى من الإجراءات الجراحية العنيفة لإصلاح هبوط عضو الحوض الحاد ولتسريع فترة الشفاء مقارنة مع العمليات الجراحية الكبرى. وعادة ما يقتصر هذا الإجراء على النساء المسنات والعاجزات طبياً، أو من غير الناشطات جنسياً.

– الشبكة المهبلية، يعتبر استخدام الشبكة المهبلية، في الولايات المتحدة، أحدث التطورات في علاج هبوط عضو الحوض، وهو ما يزال قيد الدراسة لتحديد ما إذا كان خياراً آمناً وفعالاً.

وبالنسبة للنساء اللواتي لديهن أكثر من هبوط واحد في أعضاء الحوض، أو هبوط عضو الحوض الحاد، أو هبوط بسبب عملية جراحية سابقة لم تتكلل بالنجاح، فقد يستخدم الطبيب إذا لزم الأمر وخلال العملية ذاتها، مواد التطعيم (الشبكة الداعمة) لعلاج انتفاخ المثانة أو فتق في المهبل (سقوط الجدار الأمامي للمهبل وفيه المثانة)، الفتق المعوي أو القيلة المعوية، وفتق المستقيم أو قيلة المستقيم.

خطوات وقائية

قد تقلل الخطوات التالية من خطر أو تمنع هبوط أعضاء الحوض:

– الحفاظ على وزن صحي أو فقدان الوزن للاتي يعانين من زيادة الوزن. فالنساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة هن أكثر عرضة للإصابة بمشاكل قاع الحوض.

– اختيار الأطعمة الغنية بالألياف فهي تساعد في منع الإمساك والتوتر أثناء حركات الأمعاء. إن منع الإمساك قد يقلل من خطر الكثير من اضطرابات قاع الحوض.

– عدم التدخين، فالتدخين يمكن أن يؤدي إلى السعال المزمن، الذي يضع ضغطاً كبيراً على عضلات قاع الحوض.

ق. م