هاروتية عينيها..

هاروتية عينيها..

وقفت ببابي ذات يوم ظبيةٌ
تبغي حديثاً والعيونُ تحدّقُ

فأشحتُ عنْها من حياءٍ معرضًا
وجعلتُ منْ أحوالها أتحقّقُ

سُبحان منْ خلق الجمال جميعهُ
تبدو كبدرٍ.. أو كشمسٍ تُشْرِقُ

قالت: سلاما لا أظنّ بأنّني
أبغي الخديعة أو لروحك أزهِقُ

فلِمَ التواري.. قد حظيت بظبيةٍ
تهوى قريضك.. في الحقيقة تَغْرَقُ

إني أروم الشّعر يكتب قصّتي
ويخيطُ ثوبا لا أراه يُمزّقُ

ويصوغُ سحرًا منْ حروفٍ قد بدتْ
مِثْلَ اللآلئ في القلائدِ تبرقُ

قلتُ: ارحميني يا فتاةُ.. فإنَّ لي
قلبًا غليظا لا أخالُ سيخفقُ

هزّي إليك بجذع نخلِ قريحتي
تهوى حروفا مثل زهر يورقُ

وتحسّسي روق المزاج لتطلبي
شعرا يليقُ بذاتِ رمشٍ يسرقُ

إنّي خبرتُ الحور تمدحُ شعرنا
وتذوب وجدا من نسيج يُحرقُ

وتدسّ سحرًا في العيون بكحلها
لأغوص في بحر العيون وأغرَقُ

إنّ العيون إذا تعاظم سحرها
جعلت قلوب النّاسكين تحلّقُ

وبَنَتْ من الشّعر الجميل سقيفةً
يأوي إليها كلّ نبضٍ يخفقُ

 

عمار نقاز\ العاصمة