الجزائر- شن الوزير الاول، أحمد اويحيى، هجوما لاذعا على “المعارضة الراديكالية” وتحديدا كل من الأرسيدي وحمس والوزير الاسبق نور الدين بوكروح الذين أشار إليهم ضمنيا، كما وجه “سي احمد” رسائل أفقية “تقاربية”
للأفلان معترفا له برئاسة بوتفليقة له وأنه يشتغل على برنامجه الرئاسي.
خصص الوزير الاول، أحمد أويحيى، خلال مداخلة الرد على نواب البرلمان في نقاش مخطط عمل الحكومة المصادق عليه، قرابة 20 دقيقة كاملة للشق السياسي، استهل بها خطابا دام ساعة و 17 دقيقة، حيث تحدث عن تدخلات المعارضة قائلا إنه يعتبر أن “هناك معارضة متحضرة و هو يحييها على مواقفها ويعتز بوجودها في إثراء النقاش والساحة السياسية” وأنه سيأخذ ما جاء في تدخلاتهم في الحسبان، مضيفا أنه في المقابل “استمعنا كذلك إلى حرفيي المعارضة الذين قدموا بلغة متشددة في العبارات” على شاكلة “نظام مافيوي” و “دولة متصعلكة” وبالتالي يحق لي في إطار الديمقراطية أن أعبر كذلك.
وفي هذا السياق، قال أويحيى “الشعب الجزائري لا ينسى عندما كانت هذه الجماعة غائبة لما كانت المعركة حول الديمقراطية، وطلب منهم فقط المشاركة في حوار قالوا لا نشارك و لا نجلس مع البعض لكنهم فيما بعد أصبحوا حلفاء هذا البعض، في إشارة إلى كل من الارسيدي وحمس.
وذكّر أويحيى خصومه في الأرسيدي قائلا “و لا ينسى أنصار الامازيغية غيابكم في ساعة الحسم، فعندما جاء رئيس الجمهورية بمشروع ترسيم الامازيغية غبتم عن التصويت وجاء بمشروع جعلها لغة وطنية غبتم ايضا” مضيفا ” الشعب يتفرج فيكم ويكفينا رؤية مناضليكم، كيف يهجرونكم والتشدد الذي لا معنى له في سياستكم”.
ثم عرج “سي احمد” إلى “حمس” مردفا “لقد استمعنا الى تصريح جماعة تاهت عن المسيرة، (في اشارة الى الشيخ نحناح) والبعض من هذه العائلة اليوم لا يعرفون أين هم” ، متسائلا ” هل يطالبون بثورة أم بحوار أم بمشاركة”، مضيفا بالقول “أقول هذا الكلام لأنهم يطالبوننا بالرحيل”، معبرا بسخرية “لكن اعذروني، قبل الرحيل على الأقل نعطي رأينا” قبل أن يتابع “.. وأقول أيضا إن الشعب يتفرج علينا وهو يرى أنهم يتباكون عليه عشية كل محطة انتخابية ومن جهة أخرى يعملون بكل ما في وسعهم ليحرموا الدولة من إمكانيات التكفل بخدمته”.
ولم يمض الوزير الاول في مداخلته دون أن يخص بعض الشخصيات المعارضة مؤخرا بقسم من حديثه، و قال في ذلك “هناك بعض من يتلذذ بالقول إن النظام نفدت له الاموال وليس قادرا على شراء السلم الاجتماعي إذن سيسقط” واصفا اياهم بـ”الذئب المتربص تحت الشجرة ينتظر متى تسقط الباكورة” و الحال -بحسبه- أن النظام وجد الحل وهذا الحل أقلقهم فانتقدوه وهم يريدون الهيجان ضد النظام”. وأشار في هذا السياق الى بوكروح (دون ان يذكره اسميا) وقال: إنه مثل ظاهرة الكسوف يظهر كل 6 أشهر، عاد مؤخرا لينادي بثورة شعبية لكن الشعب -بحسب أويحيى – لا يصغي له لأنه لم ينس يوم سمّاه “غاشي” ، وتابع بخصوص بوكروح إنه “ينتظر من النظام أن يعاقبه حتى يجعل منه زعيما والنظام لا يهتم لأمره بتاتا”.
ودافع الرجل الاول في الجهاز التنفيذي عن حصيلة الرئيس، مستعرضا عددا من الارقام ضد “المعارضة الراديكالية” التي تتهمه بالفشل في خطاباتها، ومن جهة أخرى بعث رسائل أفقية إلى شركائه السياسيين في مقدمتهم حزب جبهة التحرير الوطني الذي اعترف له برئاسة بوتفليقة له، وأنه يطبق برنامجه كما ذكر بدعم تاج والجبهة الشعبية إلى جانب الأحرار وبعض الاحزاب التي لم يسعه ذكرها، ووصف هذه التشكيلات بالأغلبية القوية.