يُعدّ اليوم الأول من نوفمبر 1954 صفحةً خالدة في تاريخ الجزائر، ففيه انطلقت الثورة التحريرية المجيدة التي غيّرت مجرى الأحداث وكتبت بدماء الشهداء بداية فجر الحرية.
لم يكن ذلك اليوم مجرّد إعلانٍ لثورة، بل كان صرخة شعبٍ آمن بقضيته ورفض الذلّ والاستعمار، واختار طريق التضحية والفداء لاستعادة الكرامة والسيادة.
إنّ إحياء ذكرى أول نوفمبر ليس مجرد احتفالٍ عابر، بل هو تجديدٌ للعهد والوفاء لتضحيات أبطالٍ كتبوا بأرواحهم ملحمة الاستقلال. في هذا اليوم نستحضر قيم الوطنية والوحدة والإصرار التي جمعت الجزائريين حول هدفٍ واحد هو الحرية. فبفضل شجاعتهم وصبرهم، أصبح لنا وطنٌ حرٌّ يرفرف علمه عاليًا في سماء المجد.
وإنّ أعظم ما نتعلّمه من هذه الذكرى الخالدة هو أنّ الحرية لا تُصان بالكلمات، بل تُحفظ بالعمل والإخلاص. فكما رفع الشهداء راية الوطن بدمائهم، علينا نحن أن نرفعها بعلمنا وجهدنا وصدقنا في خدمة الجزائر. إنّ ذكرى أول نوفمبر ليست ماضيًا نرويه، بل عهدًا نجدد به الإيمان بوطنٍ يستحق أن نبذل من أجله كل ما نملك.
“المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، وتحيا الجزائر”
بقلم: التلميذة إيمان توسنة
عضو النادي الصحفي بثانوية موحوس ببرج الكيفان
