اختتم مهرجان فجر السينمائي في إيران، يوم الحادي عشر من الشهر الجاري، فعالياته، لكن أعقبته ضجة لم تنته بعد، بسبب تصريحات إحدى الممثلات حول “الزواج الأبيض” (المساكنة)، وبدرجة أخف من ذلك، تسريب أسماء الفائزين بالجوائز قبيل حفل الختام.
بدأت الضجة مع نشر “فتاة محجبة” مقطعاً مصوراً في صفحتها على إنستغرام، تنتقد فيه طريقة تنظيم مهرجان الفجر وملابس الممثلات وما وصفته بـ “تجاهل” وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية مثل هذه السلوكيات.
لكن هذه الانتقادات لم تثر انتباهاً، إلا عندما نقلت الفتاة جانباً من كلمة السيناريست والمخرجة نوشين معراجي، التي كتبت سيناريو فيلم “نمور”.
تقول معراجي في المقطع المصور، أثناء المؤتمر الصحافي بعد عرض الفيلم خلال مهرجان فجر السينمائي، إن الطفل المولود من شخصين يجمعهما الحب من دون عقد شرعي “ابن حلال لكرامة الحب بينهما”.
ومع انتشار الفيديو، بدأت هجمة إعلامية واسعة ضد الفنانة معراجي، ليخصص رجال الدين جانباً مهماً من خطب صلوات الجمعة لانتقاد هذه التصريحات بشكل لاذع.
ترافق ذلك مع دعوة وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي إلى اتخاذ إجراءات صارمة في حق معراجي ومحاكمتها، لمنع تكرار مثل هذه التصريحات التي وصفت بأنها تدعم نشر “الزواج الأبيض” غير الشرعي في البلاد.
في غضون ذلك، انتقد إيرانيون، على مواقع التواصل الاجتماعي، الهجمة التي تعرضت لها الفنانة، مع القول إن هناك قضايا أكثر أهمية، مثل الغلاء والفساد، داعين رجال الدين والمعترضين إلى الاهتمام بهذه القضايا وسط انتقادات لما وصفوه بـ “تجاهل” ملفات فساد.
ووصلت الانتقادات والهجمات ضد الفنانة إلى حد مطالبة بعض المحافظين بإنزال عقوبة الإعدام بحقها على شبكات التواصل.
بعد خمسة أيام، علق مخرج فيلم “نمور” على تصريحات معراجي قائلاً إنها “كانت شخصية بالكامل ولا علاقة لها بالفيلم”، مشيراً إلى أن مؤسسة السينما هي التي أصدرت تصريح الفيلم، وهي تولي حساسية شديدة تجاه القضايا الأخلاقية والعائلية والاجتماعية.
مع تصاعد الهجمة، أصدرت لجنة تنظيم مهرجان فجر بياناً، نددت فيه بتصريحات معراجي، معتبرة أنها “كاسرة للمحرمات”، مؤكدة أن لا علاقة لها بتوجهات المهرجان، وأنها “مخالفة للشرع المقدس”.
إلى ذلك، انتقد وزير الثقافة الإيراني محمد مهدي إسماعيلي في برنامج تلفزيوني، أقوال الفنانة معراجي، معتبراً أنها “خاطئة”، لكنه دعا في الوقت ذاته إلى عدم تعميمها على جميع الفنانين.
ق/ث