دلت الأحاديث الصحيحة على أن نهاية اليهود ستكون في بيت المقدس، حيث يكثر فيها شجر الغرقد، واليوم يُكثر اليهود من زراعته، فهذه علامة كبرى على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق ما يبلغ عنه، وكدليل قطعي لا يقبل الشك من أن نهايتهم أوشكت قريبة بإذن الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلاَّ الغرقد فإنه من شجر اليهود” رواه مسلم. قال الإمام النووي رحمه الله “الغرقد: نوع من شجر الشوك معروف ببلاد بيت المقدس، وهناك يكون قتل اليهود”. والذي يقتلهم المسلمون، ويومئذ هم في منعة وقوة بحيث تعلو رايتهم في الأرض ليخلّصوا العباد من دنس اليهود الذين أكثروا فيها الفساد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر ووراءه اليهود: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله” رواه مسلم. ورغم طغيانهم اليوم وجبروتهم وتسلطهم على مقدرات العالم إلاَّ أن الله عز وجل يبعث عليهم بين الحين والآخر من يسومهم سوء العذاب ويذيقهم الويلات تلو الويلات، قال الله تعالى ” وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ” الأعراف: 167، والتاريخ قد شهد بذلك، فهم كلما أفسدوا في الأرض سلط الله عليهم من يذلهم ويستبيح بيضتهم، وهكذا إلى قيام الساعة. فالمعنى أن كل شيء سيكون في صالح المسلمين، وضد أعدائهم اليهود، وأن النصر آت لا ريب فيه، وأن أسطورة “القوة التي لا تقهر” التي يشيعها اليهود لن تستمر، وأن الذين اغتصبوا فلسطين بقوة السلاح، وسلاح القوة سيخذلهم الله الذي يملي للظالمين، ثم يأخذهم أخذاً أليماً شديداً، ولن تغني عنهم ترسانتهم التي يدلون بها، كما لم تغن حصون أسلافهم من بني النضير عنهم شيئاً حين جاءهم بأس الله. وقد لاح في الأفق اليوم أن اليهود لم يبق من عهدهم الذي وعدهم الله إياه إلاَّ القليل القليل، فقد ظهرت قوتهم وظهر تجمعهم وإفسادهم بشكل قاطع يراه القاصي والداني والعدو والصديق، ولا مرية ولا مفر من نهايتهم، لأن وعد الله لا يتخلف، ومن أصدق من الله قيلاً.
من موقع الالوكة الإسلامي