أهدر نادي شبيبة القبائل فرصة تحقيق ثامن لقب قاري في تاريخه، بعد أن انقاد لهزيمة قاسية على يد نظيره الرجاء البيضاوي المغربي، في المباراة النهائية لكأس الكونفيدرالية الإفريقية. وتجرعت شبيبة القبائل مرارة الهزيمة بسبب المردود المخيب، إلا أن الدفاع يتحمل المسؤولية الأكبر في هذه الانتكاسة، وخاصة قلبي الدفاع.
وتفوق الأسعد الشابي مدرب الرجاء، على دينيس لافاني خاصة في الشوط الأول، حيث طالب المدرب التونسي لاعبيه بالضغط على حامل الكرة، وتناقل الكرات بسرعة والتسجيل من أنصاف الفرص، وهو ما أتى أكله مبكرا.
ورغم أن الاستحواذ كان لمصلحة شبيبة القبائل، إلا أن الشابي أدرك أن النهائيات “تربح ولا تلعب”، ولا يهم من يسيطر على الكرة، بل المهم من يفوز ويسجل الأهداف، ويسير المباريات إلى النهاية.
على الرغم من أن الدفاع يتحمل المسؤولية الأكبر من الهزيمة، إلا أن القاطرة الأمامية ضلت الطريق، واختفى خط هجوم شبيبة القبائل باستثناء زكرياء بولحية الذي خطف الهدف الوحيد، لكن التسرع ونقص الفعالية، حالا دون العودة في النتيجة.
عاش فريق شبيبة القبائل أمسية صعبة للغاية، حيث سجل فشلا ذريعا على مستوى جميع الخطوط، ما اضطر الفرنسي دينيس لافاني إلى إجراء تغييرات على مستوى التشكيل.
لكن الأسماء التي دخلت من جانب شبيبة القبائل لم تقدم أي إضافة، بسبب نقص الخبرة والارتباك، وهو ما زاد من متاعب الفريق الجزائري، وأكد أن الفوز بالمباريات القوية يتطلب دكة قوية.
وسجل سفيان رحيمي هدف التقدم للرجاء بعد 5 دقائق من البداية، قبل أن يضاعف المهاجم بن مالانغو النتيجة (14)، وقلص زكريا بولحية الفارق للفريق الجزائري (46).
ولم تستغل شبيبة القبائل النقص العددي في صفوف المنافس الذي استكمل المباراة بـ10 لاعبين بعد طرد عمر العرجون في الدقيقة (63).
وعادل الرجاء بهذا التتويج فريقي النجم الساحلي التونسي ومازيمبي الكونغولي، ليبقى الثلاثي على بُعد لقب واحد خلف المتربع على عرش المتوجين في البطولة (الصفاقسي التونسي).
وعبر الفرنسي دينيس لافاني، مدرب شبيبة القبائل، عن خيبة أمله وقال في تصريحات لوسائل الإعلام، عقب نهاية المواجهة: “للأسف، دخلنا المباراة بشكل سيئ للغاية، ولم نكن على نفس النسق الذي فرضه النادي المغربي في الربع ساعة الأولى”.
وأضاف “في الشوط الثاني، سيطرنا على المواجهة، واستحقينا العودة في النتيجة، لكن غياب الفعالية وسوء التركيز، وقلة الخبرة كلها عوامل حالت دون عودتنا في النتيجة”.
وتابع لافاني “أعتقد أن هذا النوع من المباريات يحتاج خبرة كبيرة، وهذا ما افتقدناه أمام الرجاء، خصوصا أن الكثير من اللاعبين لم يسبق لهم وأن شاركوا بالمسابقة القارية”.
بدوره أكد شريف ملال، رئيس مجلس إدارة شبيبة القبائل، أن فريقه أهدر فرصة العودة بالكأس إلى الجزائر، بسبب سوء الحظ والتسرع، مطالبا في الوقت ذاته الأنصار، بالالتفاف حول النادي ودعم اللاعبين لمواصلة تطوير الفريق.
وأضاف “صراحة الرجاء لم يكن أقوى منا، خصوصا أننا سيطرنا على الجزء الأكبر من المواجهة، لكن الحظ لم يحالفنا، وأهدرنا عدة فرص للعودة في النتيجة، خصوصا في المرحلة الثانية، لكن للأسف الخبرة خانتنا”.
وتابع ملال “نعتذر كثيرا لأنصارنا، ونطلب منهم المزيد من الثقة بهذا الفريق، واللاعبين الشبان، وأؤكد أننا عازمون على مواصلة البناء للعودة إلى الواجهة”.
وأبدى التونسي الأسعد الشابي مدرب الرجاء المغربي، سعادته بتتويج فريقه بكأس الكونفيدرالية الإفريقية. وأكد الشابي في تصريح لقناة (الرياضية) المغربية: “إنها لحظة تاريخية ستبقى راسخة في ذهني”، وشكر الشابي لاعبيه على المجهودات التي قاموا بها، من أجل حسم اللقب الإفريقي.
وأضاف: “لاعبو الرجاء شرفوا الكرة المغربية وأهدوها لقبا غاليا، تحقق بعد مجهود كبير من الجميع، لأننا لعبنا بطريقة جيدة، رغم الظروف الصعبة التي مررنا بها في الشوط الثاني”.
وختم: “المغرب يستحق أن يفوز كل سنة بلقب، سواء بكأس الكونفيدرالية أو دوري الأبطال، أمام البنية التحتية التي تمتلكها الكرة المغربية، لذلك أعتبر هذا اللقب هو ثمرة لهذا العمل الكروي الكبير المنجز في المغرب”.
ب/ص


























