نهائي كأس الجزائر لكرة القدم (الثلاثاء بملعب 5 جويلية – الساعة 16.00) … شبيبة القبائل للانتقام وبلعباس لإعادة كتابة التاريخ

elmaouid

الجزائر- سيكون ملعب 5 جويلية، مساء هذا الثلاثاء، ابتداء من الساعة الرابعة على موعد مع عرس كروي كبير يتعلق بنهائي كأس الجمهورية ينشطه اتحاد سيدي بلعباس وشبيبة القبائل اللذين يلتقيان وفي أذهان

جماهيرهما ما حدث في نهائي مرت عليه 27 سنة كاملة، عندما فاجأ زملاء القائد مزيان يوسف آنذاك “الجامبو جات” وانتزعوا رضا

“الأميرة” في مقابلة تبقى محفورة في ذاكرة المنافسة.

 

وشاءت الصدفة أن يعيش الفريقان موسما جد صعب في البطولة، حيث لا زالا حسابيا مهددين بالسقوط، رغم أن خرجتهما الأخيرة في البطولة تكللت بفوز ثمين أبعدهما من منطقة الخطر.

وتوجد شبيبة القبائل في أفضل أوقاتها، حيث توالت النتائج الإيجابية منذ الفوز على مولودية الجزائر (3-1) في البطولة، تلاه فوز آخر في الدور نصف النهائي لكأس الجزائر أمام نفس المنافس بضربات الترجيح (5-4، 0-0 بعد 120 دقيقة)، وأخيرا الانتصار العريض، الثلاثاء الماضي، أمام أولمبي المدية (3-0) الذي عزز حظوظ أبناء جرجرة بنسبة كبيرة في ضمان البقاء.

ويجب الاعتراف بأن النادي صاحب أغنى سجل بالألقاب في الجزائر عرف خلال الموسم الجاري أزمة حادة كادت تعصف به، بداية على المستوى الإداري بعد إزاحة الرئيس الأسطوري محند الشريف حناشي الذي كان حاضرا كلاعب خلال التتويج الأول للشبيبة بالكأس عام 1977 على حساب نصر حسين داي (2-1) وتعويضه بمكتب مؤقت (ديركتوار)، إلى غاية انتخاب الرئيس الجديد الشريف ملال عقب جمعية عامة انتخابية.

وانعكس عدم استقرار الطاقم الإداري على العارضة الفنية “للكناري” بتداول عدد من التقنيين. فبعد سحب الثقة من أبناء النادي موسوني – رحموني، عرفت دكة الشبيبة مرور كل من عز الدين آيت جودي، ليخلفه المدرب المعروف نور الدين سعدي وأخيرا يوسف بوزيدي الذي اعتبر “المنقذ”.

هذا الأخير يحتفظ بذكرى سيئة لما خسر مباراته النهائية الأخيرة على رأس نصر حسين داي، وذلك في موسم 2015 – 2016 أمام مولودية الجزائر (0-1)، مؤكدا هذه المرة أنه سيتوج بكأس الطبعة الـ 54، حيث قال: “أظن أننا نتوفر على كل الإمكانيات التي تسمح لنا بالتتويج بالكأس وإثراء سجل النادي بكأس سادسة، ولو أن في مثل هذه المواعيد، ينطلق الناديان بحظوظ متساوية”.

وبخصوص اللاعبين، فإن معنوياتهم مرتفعة للغاية بعد التحسن المطرد الذي طرأ على مردود الفريق في الأسابيع الأخيرة. ولهذا السبب، فإن الحارس عسلة الذي نشط نهائي 2010-2011 (فوز على اتحاد الحراش) ونهائي 2013-2014 (هزيمة أمام مولودية الجزائر)، وزملاؤه بوخنشوش، يطو، جعبوط، بن علجية وحمار يعتقدون جازمين أن الكأس ستكون من نصيبهم وأنهم سيثرون خزانة أصحاب اللونين “الأصفر والأخضر” بلقب جديد. والشيء المؤكد هو أن مدرجات الملعب الأولمبي ستهتز بهتافات الجمهور القبائلي الذي سيأتي من كل ربوع الوطن لمؤازرة “الكناري” وحثهم على الفوز بالكأس السادسة.

في المقابل، لم يحظ النادي العريق للغرب الجزائري، اتحاد بلعباس بالنجاح المنتظر الذي تستحقه شعبيته الكبيرة وتاريخه الحافل الطويل.

فممثل “المكرة” الذي لعب دوما الأدوار الأولى في القسمين الوطنيين الأول والثاني، لم يحصل سوى على لقب واحد طوال 85 عاما من الوجود، وهو سجل “لا يسمن ولا يغني من جوع” في نظر عشاق “الخضرا”.

وسبق لاتحاد بلعباس أن استقدم خلال فترة الثورة التحريرية المجيدة لاعبا ذا سمعة عالمية، ويتعلق الأمر بالمغربي العربي بن بارك الذي لعب ودرب الفريق خلال موسم 1955-1956 قبل أن يخوض تجربة احترافية ناجحة عبر بوابة اتحاد بلعباس وخاصة مع أولمبيك مارسيليا الفرنسي وأتلتيك مدريد الإسباني. وشاءت الأقدار أن يلتحق بن بارك بالرفيق الأعلى عام 1992 في سن الـ 75 أي عاما واحدا فقط بعد تتويج البلعباسيين بالكأس.

بالإضافة إلى بن بارك، ارتدت عدة أسماء مشهورة القميص ذا اللونين الأحمر و الأخضر، مثل لاعبي فريق جبهة التحرير الوطني زوبا ورواي، والحكم الدولي السابق لكارن الحاضر في مونديال-1990 بإيطاليا والدوليين التونسيين هنية وساسي.

وعرف النادي الذي يشهد له الجميع بلعبه الاستعراضي الجميل، على غرار منافسه القبائلي، موسما كارثيا بتواجده في منطقة الخطر في البطولة. فالتشكيلة التي يشرف على تدريبها اللاعب الدولي الأسبق سي الطاهر شريف الوزاني، حققت انطلاقة موفقة في بطولة الموسم الكروي 2017-2018, محتلة مرتبة ضمن الشطر الأول لجدول الترتيب قبل أن تتراجع بشكل رهيب، خاصة بعد خصم ست نقاط من رصيد النادي من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم بسبب عدم تسوية مستحقات اللاعب الكونغولي السابق جيسي ماييلي.

وفي منافسة كأس الجزائر، عانى رفاق زواري الأمرين وخاصة أمام شبيبة الساورة (الدور ربع النهائي) وممثل القسم الجهوي الأول شباب الزاوية (الدور نصف النهائي) حيث سجلوا في كل مرة هدف التأهل في الأنفاس الأخيرة من المباراة.

وخلافا لشبيبة القبائل، لم يواجه مسيرو النادي مشكل عدم الاستقرار على مستوى العارضة الفنية بعد تجديد ثقتهم في المدرب شريف الوزاني المتواجد بالفريق منذ الموسم الماضي.

ويبقى “الحلم المجنون” للمدرب المتوج كلاعب بكأس إفريقيا للأمم 1990 مع “الخضر” و ثلاث كؤوس للجزائر مع مولودية وهران (1984 و 1985 و 1996) هو اهداء مدينة سيدي بلعباس كأسها الثانية، حيث أن شريف الوزاني (52 سنة) مقتنع بأن لاعبيه سينسون كل مشاكل البطولة لتكرار انجاز أسلافهم الذي حققوه في المباراة النهائية لـ 1991 أمام نفس المنافس، مفتكين بذلك اللقب الوحيد في تاريخ النادي حتى الآن.

وسيسبق هذا الموعد الكروي الكبير الذي يديره عبيد شارف بمساعدة كل من عبد الحق ايتشعلي ونبيل بونوة، نهائي الكأس العسكرية الذي سيجرى قبل نهائي كأس الجمهورية ويجمع الناحية العسكرية الأولى ومدرسة تقنيات الإشراف بالبليدة وسيديره بوكواسة بمساعدة بن عل، صابر.

 

إجراءات أمنية مكثفة

وخصصت مديرية الحماية المدنية، 4000 رجل أمن لتأمين هذا العرس الكروي. وقد أكدت المديرية في بيان لها، أنها ستخصص أطباء و23 سيارة إسعاف، وتسع شاحنات، و11 سيارة، إلى جانب رجال أمن موزعين على مدرجات ملعب الخامس من جويلية، وجميع الطرق المؤدية إليه.

وستقوم فرقة مكونة من ضباط الحماية المدنية، بزيارة تفقدية للملعب، عشية اللقاء، من أجل تفتيش جميع المداخل ومسالك النجدة.