“نقيضا” التمثيل السياسي لمنطقة القبائل يتجنبان الصدامات الثنائية في ربعها الأول… الأفــافــاس و الأرسيــدي يخوضـــان الحملة بـ “تعايــــش سلـــمي”

elmaouid

 يشهد الصراع “الصامت” بين كل من حزبي جبهة القوى الاشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، على غير العادة،  مظهر “التعايش السلمي” في خطابهما خلال حملة التشريعيات التي قضت ربعها الأول دون أن

تسجل تصادمات مثيلة لتلك المعهودة عنهما في السابق.

أبانت قيادة كل من الأفافاس والأرسيدي اللذين يتصارعان حول الوعاء الانتخابي المشترك في منطقة القبائل اتجاها صريحا في النأي عن الدخول في الثنائيات التقليدية، خلال الحملة الانتخابية لتشريعيات ماي المقبل بما كرس الوضعية الهادئة لـ “التقابل” التلفزيوني رباعي الأطراف على قناة “دزاير تيفي”، الذي وضع كل من شافع بوعيش وعثمان معزوز وجها لوجه، إلى جانب ممثل عن حزب العمال الاشتراكي ومرشح من أحزاب الموالاة في بجاية، حيث عمد الناطقان باسم الأفافاس و الأرسيدي إلى تجنب المواجهة المباشرة، وكأن الأمر يتعلق بـ “تفاهمات” مسبقة، وقد حاول كل منهما تفادي الخوض في موقف الثاني على أساس أن لكل تشكيلة نظرتها ومشروعها وليس بالضرورة أن ينصهر أي حزب في مشروع حزب آخر.

وعكس توقعات المتتبعين، لم يجنح متقاسما وعاء منطقة القبائل إلى التصادم رغم أنها المرة الأولى التي يلتقي فيها الحزبان في الانتخابات التشريعية منذ استحقاقات 1997، أي قبل 20 سنة من اليوم، وهي المدة التي لم تهدأ فيها الأجواء بين الطرفين خاصة على مستوى المجالس المحلية وفي مقدمتها المجالس الشعبية الولائية لكل من تيزي وزو وبجاية، ما تعكسه التحالفات التي جمعت بين كل منهما وخصومهم من “عدو العدو” الذي تحول إلى حليف، فضلا عن القضايا والمصالح التي شكلت منعرجات “تازيم” للثنائية السياسية الأكثر تمثيلا بمنطقة القبائل.

وعرف كل من الأفافاس والأرسيدي انشقاقات بارزة في السنوات الأخيرة بحكم انسحاب عدد من القيادات البارزة في جبهة “الدا الحسين” يتقدمهم القيادي كريم طابو الذي يملك حزبا رفضت الداخلية اعتماده، وأحمد بيطاطش وعضو الهيئة الرئاسية رشيد حاليت، وهي “الهزة” التي ضربت الحزب في عمقه وشككت حتى في مصداقيته النضالية بالنظر إلى التحولات السياسية التي تبناها في أعقاب تنحي آيت أحمد، ويقابله انشقاق نجل الشهيد العقيد عمروش، نور الدين آيت حمودة الذي فتح النار على حزبه السابق وقيادته أكثر من مرة وأعلن عن منافسة الأرسيدي في التشريعيات بقائمته الحرة، لتبقى “الثنائية” تحت ضوء المتتبعين لما تبقى على توقعات أن يشهد البرلمان المقبل “احتداما” صريحا بين نواب الحزبين.