جداريته تصنع الحدث بالعاصمة

نقاد الفن والسينما.. عثمان عريوات رسخ اسمه في الذاكرة الجماعية للجزائريين

نقاد الفن والسينما.. عثمان عريوات رسخ اسمه في الذاكرة الجماعية للجزائريين

بالقرب من مبنى البريد المركزي أشهر ساحة بالجزائر العاصمة، يتوقف المارون أمام جدارية للفنان عثمان عريوات التي تُزين أحد الجدران لالتقاط صور مع ابتسامة عريضة ترسم محياهم مع فنان يصفونه بـ “الأسطورة” و”ملك الكوميديا”.

الجدارية التي رسمها الفنان التشكيلي “مكي دفاس”، المتخصّص في فن الغرافيتي، تعود لأشهر الممثلين في الجزائر عثمان عريوات، الذي بالرغم من ابتعاده عن الشاشة لما يزيد عن ثلاثة عقود لم تُؤثر على شعبيته، بل على العكس من ذلك، فإنّ مجرد ظهور له ولو على بساطته يصنع ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.

من جانبهم، يقول نقاد الفن والسينما إن عثمان عريوات، رسخ اسمه في ذاكرة عموم الجزائريين لدرجة أن مصطلحات من أعماله السينمائية يتداولها الجزائريون عند انتقاد أي شيء أو السخرية منه، كما أنهم يعيدون متابعتها وكأنها تعرض لأول مرة.

ويصف الروائي عبد العزيز طواهرية، الممثل عثمان عريوات بأنه “الرجل الذي مثّل، فخرج عن النص فأبدع، الرجل الذي وظّف لغة البيت كبديل عن لغة السينما، الرجل الذي أضحك صديقه وخليله وعدوه، الرجل الذي لم ينسه أحد حين تناسته الشاشة، الرجل الذي أمتعنا بالأمس واليوم وغداً بإذن الله”.

كما تصف سارة شرقي الفنان عثمان عريوات بـ “أيقونة من أيقونات الفن الجزائري، بل ظاهرة يستحيل أن تتكرّر لما يملكه من موهبة ربانية رهيبة جعلته يحظى بحب الصغير قبل الكبير، كيف لا وهو الذي رسم ابتسامات وضحكات على محيا معجبيه استمرت لأجيال متعاقبة”.

وتضيف الإعلامية الجزائرية المتابعة للشؤون الثقافية والفنية في حديث مع “العربية. نت”، أن “عريوات دخل بيوتنا بأدواره الهادفة التي حملت في بعض الأحيان لمسة كوميدية ساخرة، ما جعله علامة مسجلة وذا مكانة مميزة في قلوب الجزائريين الذين عشقوه بشدة، وجعل كل أعماله محفوظة في ذاكرتنا على غرار الفيلم الاجتماعي الكوميدي “عائلة كي الناس” الذي أحدث ضجة في الوسط الجزائري والذي تدور قصته حول يوميات عائلة جزائرية بسيطة تعسرت حياتها، غير أنها تحلم بتحسين حالتها الاجتماعية والانتقال لمستوى أحسن بدأ بمغامرتهم بشراء سيارة قديمة مهترئة تعرضت للكثير من الأعطاب، إلى جانب الفيلم التاريخي “بوعمامة” الذي تدور قصته أو أحداثه حول ملحمة الشيخ بوعمامة الذي يعد أحد زعماء المقاومة الوطنية في الجزائر زمن الاستعمار الفرنسي، و”كرنفال في دشرة” و”الطاكسي المخفي” وغيرها من الأدوار التي أكسبته قاعدة شعبية عريضة.

وشارك عريوات في أكثر من 15 فيلماً حمل فيها مفهوماً راقياً للفن، إذ يعتبره رسالة وليس سلعة تباع وتشترى، وهو ما جعله يرفض المشاركة في عروض سينمائية لا تتوافق مع هذه الرسالة، وقد سمح ذلك في بقاء أعماله راسخة في السينما الجزائرية.

ورغم العطاء الفني، لم يحظ عريوات بتكريمات في مساره إلا عام 2020 بمنحه من قبل الرئيس عبد المجيد تبون “وسام الاستحقاق برتبة عشير”، وهو التكريم الأول من نوعه، وكان آخر ظهور إعلامي رسمي لعريوات في حصة بالتلفزيون العمومي سنة 1992، إذ يرفض التصريح لأية وسيلة إعلامية منذ عدة سنوات.

ويترقب عريوات ومعه الجزائريون بث فيلمه “سنوات الإشهار” قريبا والذي جُمد قرابة عقدين من الزمن، بسبب خلافات تتعلّق بالرقابة.

ق/ ث

Peut être une illustration de une personne ou plus et plein air