الجزائر- حمّل رئيس المجلس الوطني للأئمة جمال غول، وزارة الشؤون الدنية والأوقاف مسؤولية تصاعد الاعتداءات على الأئمة عبر مختلف ولايات الوطن، مؤكدا بأن تباطؤ الوزارة وتخاذلها الكبير في إتخاذ موقف صارم و
واضح منذ بداية حملة المساس بصورة الأئمة بوصفهم بالمميعين والمبتدعين تسبب في أخذ القضية بعدا خطيرا على أمن الأئمة وسلامتهم.
وأبدى الشيخ جمال غول في تصريح خاص لموقع “كل شئ عن الجزائر” ، تخوّفه من أن تكون سلسلة الاعتداءات التي تستهدف الأئمة من هندسة جهات مشبوهة تخطط لضرب رمزية الإمامة. مشيرا إنه لا خوف إن كانت تلك الحوادث حالات معزولة هنا وهناك، لكن الخطر يكمن ـ بحسبه ـ إذا كانت تصب في إطار مخطط خطير.
وقال الشيخ جمال غول: إن هناك احتمالات كثيرة في هذا الملف كاحتمال أن يكون هناك تيار متطرف هدفه ضرب منصب الإمام في قدسيته وضرب مكانته الإجتماعية، كما طرح غول احتمال أن يكون للأمر علاقة بمساعي تيار فرنكو شيوعي لضرب الرمزية الدينية للإمام من أجل بث برنامجه الشيوعي. وطالب المتحدث ذاته بضرورة تفعيل أجهزة التحقيق في هذه القضية الخطيرة، محملا المسؤولية لكل من وزارتي الشؤون الدينية التي هي الوزارة الوصية ووزارة الداخلية المسؤولة عن أمن المواطنين، مؤكدا بأن التعليمة الصادرة من وزارة الداخلية لأسلاك الأمن عبر الولايات ليست كافية لردع هذه السلوكات المتكررة في حق الأئمة على اعتبار أن حالات الاعتداء لازالت متصاعدة. وهو ما يؤكد -بحسبه – عدم جوى التعليمة.
ودعا المتحدث ذاته إلى ضرورة استحداث مصلحة في وزارة الداخلية تعنى وتختص بمتابعة كل ما يتعلق بأمن المساجد، مطالبا وزير الشؤون الدينية محمد عيسى بالتحرك لقطع الطريق على تلك التيارات التي تحاول أن تخترق المساجد. واتهم غول بعض إطارت وزارة الشؤون الدينية بالضلوع في ذلك.
من جانبه قال الباحث في الشؤون الدينية، والإطار السابق في الوزارة، بومدين بوزيد، بأن الاعتداء على ما يمكن تسميتهم بـالفاعلين الاجتماعيين في مجال القيم والدين والمعرفة مثل الأئمة والاساتذة والمعلمين والمثقفين يظهر دوما في المجتمعات التي تعرف خللا في أنظمة لا تثمن جهود النخب ورجال الدين، حيث تعرف هذه المجتمعات ـ بحسبه ـ انهيارا في قيم روح الاحترام والتقدير للذين يمثلون قيم الأخلاق والدين والمكلفين بنشرها والحفاظ عليها. مذكرا بظاهرة الاعتداء على الأئمة التي عرفتها سنوات التسعينات حين كان الصراع حول من يمتلك المنبر لأغراض سياسية أو مذهبية ليعود اليوم الصراع نفسه في محاولة لذلك أيضا.