نقائص بالجملة تعيق يوميات قاطني قرية “أولاد بونوة” بكاب جنات

نقائص بالجملة تعيق يوميات قاطني قرية “أولاد بونوة” بكاب جنات

تعترض يوميات قاطني قرية “أولاد بونوة” بكاب جنات شرق بومرداس مشاكل بالجملة أعاقت حياتهم المعيشية، فهم يطالبون السلطات المعنية بالتدخل السريع من أجل تحقيق التنمية المحلية وإخراجهم من قوقعة التهميش والإقصاء التي أدخلوا فيها بسبب غياب بقريتهم أدنى ضروريات الحياة المعيشية.

يعيش سكان قرية “أولاد بونوة” بكاب جنات شرق بومرداس وضعية كارثية أمام الغياب الكلي والتام للمشاريع التنموية وللمسؤولين على حد قول القاطنين، متسائلين عن سبب حرمانهم من حقوقهم المشروعة، مثلما وصفوها، وعن دور رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي وعدهم بتحسين ظروفهم، وذلك بإخراجهم من قوقعة التهميش وإلحاقهم بركب البلديات المحظوظة بالمشاريع التنموية غير أنه لا جديد يذكر، بدليل بقاء القرية تعيش على واقع الاقصاء من كل المرافق اليومية وفي مقدمتها الغاز، الماء، اهتراء الطرقات إلى جانب غياب المرافق الرياضية والترفيهية.

 

 

قارورات البوتان بـ 500 دج شتاء و300 دج صيفا

أول مشكل تطرق إليه قاطنو قرية “أولاد بونوة” بكاب جنات شرق بومرداس في لقاء جمعنا بهم تمثل في غياب الغاز الطبيعي، ما أوقعهم في مشكلة اقتناء قارورات البوتان التي تخضع للمضاربة في فصل الشتاء نظرا لأهميتها من أجل التدفئة، ما يجبر السكان على اقتناء قارورة غاز البوتان بأسعار مرتفعة تصل إلى 500 دج للقارورة الواحدة، بينما يصل سعرها إلى 300 دج خلال الفترات الصيفية، الأمر الذي أثقل كاهل العائلات خاصة منهم ذوي الدخل المتوسط وأجبرتهم هذه الوضعية على اتباع الطرق البدائية وهي جلب الحطب لاستعماله للتدفئة هروبا من الأسعار المرتفعة لقارورات البوتان التي لا تتناسب مع قدرتهم الشرائية.

لذلك يأمل القاطنون أن تلتفت السلطات المحلية في القريب العاجل إليهم وتقوم بربط سكناتهم بشبكة الغاز الطبيعي حتى تنهي معاناتهم في فصل الشتاء وحتى الصيف من أجل الطبخ.

 

 

… وغياب الماء يزيد من متاعب السكان

مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي غياب الماء الشروب عن حنفياتهم التي تجف طيلة فصول السنة خاصة في فصل الصيف، الأمر الذي يؤدي بالسكان إلى شراء صهاريج من المياه التي تعرف ارتفاعا في الثمن في الأيام الحارة باعتبارها تخضع للمضاربة من قبل التجار الذين يغتنمون فرصة أهميتها، فيرفعون من سعر الصهريج الواحد الذي يصل إلى 1700 دج، الأمر الذي أثقل كاهل العائلات خاصة منهم الفقيرة التي أدت بها إلى جلب المياه من الآبار حتى وإن كانت ملوثة وهذا هروبا من المصاريف اليومية للصهاريج التي لا تتناسب أسعارها مع قدرتهم الشرائية منتظرين التفاتة سريعة للمسؤولين من أجل توفير المياه بالكمية التي تلبي حاجياتهم اليومية من غسيل وشرب وغيرها.

 

 

طرقات القرية في وضعية كارثية

ما تزال طرقات قرية “أولاد بونوة” بكاب جنات شرق بومرداس تنتظر نصيبها من مشاريع التهيئة الحضرية، في ظل وضعيتها الكارثية التي تتواجد عليها باعتبارها لم تعرف عملية صيانة منذ سنوات، حيث تتحول في الأيام الممطرة إلى مستنقعات مائية وبرك تعرقل من سير الراجلين وأصحاب السيارات الذين يتركونها خارج القرية خوفا من تعرضها لأعطاب فتزيدهم أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها، أما صيفا فإن الغبار المتطاير هو سيد يومياتهم ما يعرضهم لأمراض خاصة منهم ذوي الحساسية

والربو.

وأمام هذه المشكلة التي تعيق يوميات سكان القرية في تنقلاتهم، يأمل هؤلاء أن تلتفت السلطات المعنية قريبا وتخصص ميزانية مالية معتبرة من أجل تهيئة طرقات القرية حتى تنهي معاناتهم اليومية.

 

عيادة صحية هيكل بلا روح

كما تعاني القرية أيضا من مشكلة الخدمة الصحية، حيث تكاد تكون منعدمة مع وجود هيكل واحد فقط، لكن مع الأسف، كما يقول السكان، فهي هيكل بلا روح، مؤكدين بأن هذه العيادة تفتقد لكل الضروريات الطبية، ما أدى بالمرضى إلى التنقل للعيادات الأخرى من أجل العلاج حتى وإن كان من أجل أخذ إبرة أو تغيير ضمادات.

وأكثر من هذا، فهذه العيادة في حالة مزرية منذ تضررها في زالزال ماي 2003، ما يستدعي تدخلا عاجلا لصيانتها وتجديدها بعدما تضررت وأضرت بالعاملين والمرضى على حد سواء.

 

نقص المرافق الرياضية والترفيهية مشكل آخر

في حين طرح شباب قرية “أولاد بونوة” بكاب جنات شرق بومرداس مشكل النقص الكبير، إن لم نقل الغياب التام في المرافق الرياضية والترفيهية، هذا الوضع جعل الكثير من شباب القرية يضطرون للاستغناء عن ممارسة مختلف الأنشطة الرياضية، وهو ما أدى بالعديد منهم إلى المطالبة بتزويد قريتهم بالمرافق الرياضية والترفيهية، التي من شأنها أن تملأ أوقات فراغهم وتتيح لهم فرصة تفجير طاقاتهم وممارسة هواياتهم المفضلة، كونها المتنفس الوحيد لهم هروبا من الآفات الاجتماعية الخطيرة التي لجأ إليها العديد من الشباب هروبا من الفراغ القاتل الذي يميز يومياتهم، مطالبين بالتفاتة السلطات المعنية بمن فيها مديرية الشباب والرياضة لولاية بومرداس لهذه المشكلة التي باتت تثير قلق واشمئزاز الشباب الذين سئموا العيش في قرية تغيب فيها كل متطلبات الحياة المعيشية.

روبورتاج: أيمن. ف