يعيش سكان حي باش جراح ١ منذ سنوات حالة رهيبة من الفوضى ونقص التهيئة وتراكم النفايات، الأمر الذي جعله قبلة للحيوانات الضالة والحشرات، بالإضافة إلى تراكم الأوحال، وهو ما يهدد بإصابة السكان بالعديد
من الأمراض الوبائية، خصوصا وأن الحي تحول إلى مفرغة فوضوية، ما جعل العديد من السكان يعرضون سكناتهم للبيع بأقل من أسعارها الحقيقية هربا من المشاكل والعيش في سجن كبير.
الموعد اليومي: مبعوث خاص
المتجول في أحياء باش جراح ١ و٢ و ٣ لا يكاد يجزم أن هذه الأحياء الثلاث تحت سلطة رئيس بلدية ومجلس بلدي واحد، ففي أحياء باش جراح ٢ و٣ كل الأمور تسير على أحسن ما يرام، النفايات ترفع في مواعيدها ومشاريع التهيئة مستكملة وغيرها من الأمور التي يستحسنها كل مواطن يرغب في العيش الكريم، أما في حي باش جراح 1 فالعكس تماما، حيث ما إن تلجه قدماك حتى تقابلك أكواما من النفايات بنوعيها المنزلية التي يخلفها تجار سوق ميلودي برينيس والتجار الفوضويون الذين غزوا الحي، والغريب في الأمر أن البلدية ما زالت تبرمج عمليتين لرفع النفايات خلال 24 ساعة كاملة، الأمر الذي أثار غضب السكان الذين طالبوا رئيس البلدية صحراوي بوزيد مرارا وتكرارا بضرورة برمجة على الأقل ٥ دوريات لرفع النفايات، خصوصا وأن الحي تحول إلى سوق كبير وبقاء تلك النفايات مرمية على الأرصفة لوقت طويل خصوصا خلال فصل الصيف، فإن تلك النفايات – التي تضم في أغلبها فضلات اللحوم وعظام الدجاج والديك الرومي – تتحلل وتجلب عشرات الحيوانات الضالة والحشرات الضارة، الأمر الذي جعل السكان يمنعون خروج أبنائهم للعب في الحي، كما أنهم أضحوا يجدون صعوبة في إيجاد مكان لركن سياراتهم داخل أحيائهم بفعل التوافد الكبير للزبائن على السوق البلدي منذ ساعات الصباح الأولى، الأمر الذي تسبب في وقوع العديد من المناوشات بين السكان والوافدين إلى الحي.
وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى الغش المفضوح في عملية تهيئة الأرصفة وعدم استكمال المشروع ومغادرة المقاول الحي دون أن يتم تهيئة كل الأرصفة التي كلف بإنجازها، حيث قبض مستحقاته باكرا قبل أن يختفي تاركا وراءه رصيفا كاملا غير مهيأ كان مسرحا للعديد من حوادث السقوط التي راح ضحيتها عدد من كبار السن وكذا من ذوي الإحتياجات الخاصة.
والمضحك المبكي في القضية هو أن مصالح البلدية لم ترفع النفايات لمدة ثلاثة أيام متتالية بحجة تعرض شاحنة الشركة المكلفة بجمع النفايات إلى عطب.
رئيس بلدية يرفض استقبال مواطني بلديته
والمؤسف في الأمر أن السكان الذين نظموا عشرات الإحتجاجات خلال السنوات الخمس الأخيرة لم يحالفهم الحظ في لقاء رئيس البلدية صحراوي بوزيد إلا نادرا، حيث يختلق في كل مناسبة عشرات الحجج لعدم لقائهم، في حين يكلف نائبيه جعفر ليمام الذي سعى منذ التحاقه بالبلدية إلى فتح أبوابه واستقبال شكاوى المواطنين، والنائب الثاني هو عبد الكريم شوشاوي الذي يصفه زملاؤه برجل الإطفاء وذلك لتمكنه من إقناع المحتجين في كل مناسبة بفض الإحتجاج والعودة إلى ديارهم وكلهم أمل في تحسن الأمور.
سوق فوضوي يخنق الحي
وما زاد الطين بلة بالحي هو السوق الفوضوي الذي حول حياة السكان إلى جحيم، حيث طالب السكان رئيس البلدية بإزالة هذا السوق مع تقديم حلول للتجار الفوضويين، خصوصا وأن جل الباعة يتكفلون بإعالة أسر، حيث اقترحوا عليه تخصيص القطعة الأرضية “الحفرة” لجمع كل التجار، وبهذا يكون أمام التجار الفوضويين مكان لمزاولة نشاطهم بعيدا عن إزعاج السكان وكذا مطاردات أعوان الأمن، غير أن رئيس البلدية رفض قبول الإقتراح حتى سوق باتي ميتال لم ينجح في استقطاب الزبائن، الأمر الذي جعله مهجورا.
من جهة أخرى، تساءل العديد من بطالي البلدية عن الطريقة التي تم بها توزيع محلات المركز التجاري الجديد على مستفيدين جلهم من أصحاب “المعارف”، والغريب أن البلدية لم تنشر أي إعلان يطالب المواطنين الراغبين في اقتناء محلات في السوق بتقديم طلبات، الأمر الذي يكشف أن عملية التوزيع تمت تحت الطاولة، حيث طالب السكان والي العاصمة عبد القادر زوخ بفتح تحقيق في عملية توزيع هذه المحلات التي تعطى الأولوية في الحصول عليها لأبناء الحي الذين نخرتهم البطالة.