نعمة الماء لا يعرف قدرها إلا من فقدها، فعلى المواطن استشعار دوره الهام في الحفاظ على هذه المياه واستخدامها بكفاءة وحكمة ورشد، وعدم الإسراف وإهدار هذه الثروة الغالية خصوصا في أيامنا هذه وذلك تيمنا بقوله تعالى ” يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ” الأعراف: 31. وكذلك مسؤولية المسلم ودوره تجاه مجتمعه تملي عليه المحافظة على المياه وترشيد استهلاكها وأن يكون قدوة حسنة لغيره في بيته، وفي عمله، والمرافق العامة، والمساجد، والمدارس. ولجلالة هذه النعمة “نعمة الماء” وشكرها كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا فرغَ من طعامِه قالَ “الحمدُ للَّهِ الَّذي أطعَمَنا وسقانا وجعلنا مُسلمينَ”. فشكر الله على نعمة الماء يكون باعتراف القلب بأن هذه النعمة من الله وحده، ويكون بنطق اللسان حمدًا لله على هذه النعمة، ويكون بحسن التصرّف في هذه النعمة ومن ذلك:
علينا أن نقتدي بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في استخدامه للمياه فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمدّ ويغتسل بالصاع. والحديث في الصحيحين، والمدّ هو ملء اليدين المتوسطتين، والصاع خمسة أمداد. والله يقول ” وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ” الأعراف: 31. والإسراف في الماء يكون ولو على نهر جار، ما ينبغي الزيادة على ثلاث مرات في الوضوء، ولو كنت في بحر أو على نهر، وكذلك يدخل هذا في نوع من التبذير، وهو غسيلُ الأواني وما شابه ذلك من الأكواب والأباريق بماء منهمر، لأنه سيأتي وقت يبحث الناس عن الماء فلا يجدونه، وهذا نوع من التبذير، فلنحذر التبذير، فقد قال العلي القدير ” إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ” الإسراء: 27. وأخيرًا علينا النصح لبعضنا والتواصي فيما بيننا تجاه ترشيد استهلاك هذه المياه فهذا من التعاون على الخير، لقوله تعالى ” وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ” المائدة: 2.
موقع إسلام أون لاين