لقد انطلقت بفضل الله قوافل الحجيج من بلادنا، فليكن حجاجنا خير سفراء لبلدهم، وليلينوا بأيدي إخوانهم؛ من مختلف الجنسيات، وليصبروا وليتصبّروا، وليرُوا الله من أنفسهم خيرا، وليتزينوا بالأخلاق الحسنة الكريمة، ولا يفسدوا حجهم بما يهدم أركانه؛ وينقض بنيانه، فقد قال ربنا جل وعلا: “اِ۬لْحَجُّ أَشْهُرٞ مَّعْلُومَٰتٞۖ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ اَ۬لْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِےاِ۬لْحَجِّۖ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٖ يَعْلَمْهُ اُ۬للَّهُۖ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ اَ۬لزَّادِاِ۬لتَّقْو۪يٰۖ وَاتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِےاِ۬لَالْبَٰبِ”. وليعلموا رحمهم الله أن الله قد اصطفاهم لهذه الرحلة وأجل غيرهم، فليعرِفوا نعمة الله عليهم، فإن أُناسا قد حيل بينهم وبين الوصول إلى تلك البقاع الطاهرة؛ يودون لو أنهم يفتدون بكل ما يملكون ذهابهم. وليذكر الحجاج بلدهم وأهليهم وأرحامهم من صالح دعواتهم، وليخُصّوا إخوانهم المظلومين في فلسطين بالدعاء لعل الله يفرج عنهم بنصر قريب، وأما من لم يقدر على الحج، فإننا نبشره بأن الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى، فاعقدوا النية يؤتكم الله خيرا، فقد جعل الله في صلواتكم وصدقاتكم وإحسانكم أجورا تضاهي أجر الحج والعمرة، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم “مَن صلَّى الفجرَ في جماعة، ثمَّ قعد يذكر اللهَ حتى تطلع الشمس، ثمَّ صلَّى ركعتين، كانت له كأجر حجَّة وعمرة تامَّة، تامَّة، تامَّة”. اللهم وفق حجاجنا الميامين، واجعل حجهم مبرورا، وسعيهم مشكورا، ورُدّهم سالمين غانمين برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم احفظ بلدنا الجزائر من كل سوء، وسائر بلاد المسلمين، اللهم إنا نسألك الأمن في البلد والعافية في الجسد، والإصلاح في الولد، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، برحمتك يا عزيز يا غفار. اللهم انصر إخواننا المرابطين في أكناف بيت المقدس نصرا مؤزرا يا أرحم الراحمين.
من موقع وزارة الشؤون الدينية