نصف تمرة ينجي من النار 

نصف تمرة ينجي من النار 

أخي المسلم، لا تَستهن بالصدقة، ولو بالشيء اليسير، فقد أخرَج البخاري ومسلم من حديث عَدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” مَن استطاع منكم أن يَستتر من النار ولو بشقِّ تمرة، فليفعَل”. فبادِر بصدقة ولو بشيء قليل، فتنالَ دعوة الملك الذي ينزل كلَّ يوم، فيقول: “اللهم أعطِ منفقًا خلفًا”؛ كما جاء ذلك في الحديث الصحيح. فعن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ، أَوْ قَالَ: يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ “، قَالَ يَزِيدُ: وَكَانَ أَبُو الْخَيْرِ لَا يُخْطِئُهُ يَوْمٌ إِلَّا تَصَدَّقَ فِيهِ بِشَيْءٍ، وَلَوْ كَعْكَةً، أَوْ بَصَلَةً، أَوْ كَذَا”؛ رواه الإمام أحمد في “المسند” وغيره، وصحَّحه الألباني. وفي شرح العلامة محمد العثيمين رحمه الله لهذا الحديث في “بلوغ المرام” أورد قصة مؤثرة في ذلك يقول فيها: “حدَّثني وأنا صغيرٌ رجلٌ يقول: إنه كان بخيلًا، ولا يأذَن لامرأته أن تتصدق بشيء من ماله، فنام نومةً، ورأى في المنام كأنه في يوم القيامة، وكأن الشمس قريبةٌ من الناس، والناس يَموج بعضُهم في بعض، وهم في حرٍّ شديد ومشقَّة، فجاء شيءٌ مثل الكساء فظلَّل عليه، لكن فيه ثلاثة خروق تدخل منها الشمس، يقول: فرأى شيئًا يُشبه التمرات جاءتْ وسدَّت هذه الخروق، فانتبه وهو متأثِّر من الرؤيا، فقصَّها على زوجته، وقال: رأيت كذا وكذا، قالت: نعم الذي رأيتَه حقٌّ؛ إنه قد جاءني فقيرٌ، وإني أعطيتُه ثوبًا من عندنا صدقةً، وجاء بعده فقيرٌ، فأعطيته ثلاثَ تمرات! فالثوب هو الكساء الأول، والتمرات هي التي جاءت ورقَّعت الشقوق الثلاثة في الثوب.