إذا كنت تعاني من قرحة المعدة أو الإثنى عشر، فلابد أن تعرف مدى صعوبة الحالة بالنسبة لك، هل تعاني من قرحة مزمنة تتعايش معها أم أنك تعاني من قرحة شديدة بحيث تحتاج إلى علاج مكثف، وبالتالي لا تستطيع الصوم؟
في البداية وقبل أن تحدد بنفسك أو من خلال طبيبك هل يمكنك الصوم أم لا، لابد أن تعرف أولا أن الجهاز الهضمي هو المسؤول عن استقبال الطعام وهضمه وامتصاص المواد اللازمة منه وطرد ما هو غير مرغوب فيه، والمعدة هي المحطة الأولى للطعام بعد مروره إلى المريء وتقوم بتفريغه بعد هضمه.
ما هي القرحة الهضمية؟
القرحة الهضمية هي حدوث تآكل في الغشاء المخاطي المبطن لأعضاء الجهاز الهضمي المتعرض للعصارة الهضمية، وقد تكون القرحة في المعدة أو في الإثني عشر.
والسؤال المطروح هنا هل يمكن لمريض قرحة المعدة والإثنى عشر الصيام؟
ويجيب الأطباء المختصون في الجهاز الهضمي والكبد أن قرحة المعدة أو الإثنى عشر الحادة لا ينصح المريض بهما بالصيام لضرورة تناول الأدوية بشكل منتظم وعدم ترك المعدة فارغة بدون طعام فترة طويلة حتى لا تلتهم العصارة المعدية جدار المعدة وجدار الإثنى عشر، وعدم تناول الأدوية في مواعيدها يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لقرح المعدة والإثنى عشر الحادة مثل نزيف القناة الهضمية مما ينتج عنة أنيميا حادة وهبوط في الدورة الدموية وتدهور الحالة إذا لم يتم إعطاء المريض المحاليل اللازمة التي تحتوي على مثبطات البروتون الذي يقلل بدرجة كبيرة من الحمض وينتج عن هذا توقف النزيف والتئام القرحة.
وهناك مضاعفات أخرى مثل حدوث ثقب في جدار المعدة أو الإثني عشر مما ينتج عنه التهاب بروتوني حاد يستلزم تدخلا جراحيا فورا وهؤلاء المرضى الذين يعانون من قرحة حادة في المعدة أو الإثنى عشر أو مضاعفاتها من نزيف والتهاب بروتوني وضيق في القناة الهضمية لابد من إفطارهم لأخذ العلاج والمحاليل اللازمة كما سبق، أما حدوث ضيق في القناة الهضمية نتيجة تكرار القرح أو حدوث تليف مكان القرح المزمن هذا يجعل المريض يتقيأ بصورة متكررة، مما يجعل من الصعب صيامه إلى جانب أنه يحتاج إلى المحاليل اللازمة لتعويضه عن الأملاح المفقودة ومن الممكن أيضا أن يحتاج إلى تدخل بالمنظار لتوسيع مكان الضيق أو يحتاج إلى عملية جراحية للتعامل مع ضيق القناة الهضمية الموجودة.
ويؤكد الأطباء أنه إذا كانت هناك قرحة مزمنة بدون مضاعفات، فمن الممكن للمريض أن يصوم شريطة استشارة الطبيب وإعطاء العلاج المناسب في الفترة ما بين الإفطار والسحور ويجب على الطبيب إعطاء علاج الجرثومة الحلزونية التي تسبب أكثر من 95 % من قرحة الإثنى عشر ومن 60 : 70 % قرحة المعدة وهذا يؤدي إلى اختفاء الجرثومة الحلزونية وبالتبعية التئام القرحة بصورة نهائية إذا كانت الجرثومة الحلزونية هي السبب المؤدي إلى هذه القرحة.
الأطعمة التي يجب على مريض القرحة تجنبها
يجب تجنب الوجبات الدسمة والبعد عن تناول الأغذية أو الأطعمة التي تحتوي على دهون كثيرة ويجب على مريض القرحة تجنب التدخين حتى بعد الإفطار الذي يعوق التئام قرحة المعدة والإثنى عشر مع تجنب شرب القهوة لأن هذه الأشياء تزيد من حمض المعدة الذي يؤثر بالسلب على التئام هذا القرح.
نصائح المختصين
ينصح المختصون مرضى القرحة المعدية بتناول التمر عند الإفطار ثم طبق من الشوربة التي تحتوي على الخضروات المتنوعة مع تناول الأرز المسلوق واللحوم البيضاء المشوية والبعد عن المحمرات أو الأطعمة المقلية لأن هذا يزيد من حمض المعدة، وبالتالي يقلل من فرص الالتئام ويعرض المريض للمضاعفات.
كما يجب على المريض أن يبتعد قدر الإمكان عن الوجبات الحارة والقرفة والفلفل الأسود، كما يفضل تجنب المقليات عموما وخاصة في السحور مثل البطاطا المقلية والباذنجان والإقلال من الدهون مع تجنب المشروبات الغازية والتمر مفيد في حالات قرحة المعدة والاثنى عشر ويفضل تناوله في السحور لأنه يمنح الجسم طاقة وجميع العصائر الطبيعية مسموح بها، ويفضل أيضا عدم الإكثار من تناول المكسرات لأنها تحتوي على نسبة مرتفعة من الزيوت.